وترجّل الشيخ محمد صيام:

كان أول لقاء لي بالشيخ رحمه الله عام 1988 في المركز الإسلامي لمدينة جيرسي ستي، ولاية نيوجيرسي الأمريكية؛ حيث قدمته في محاضرة آنذاك على إثر إبعاده مِن قِبَل قوات الإحتلال من فلسطين.

التقيته بعد ذلك عام 1994  في مدينة باترسون، ولاية نيوحيرسي بعد أن استقر الشيخ في اليمن وجاء لأمريكا زائراً. ودار بيننا حديث مطوّل حول الشعر والأدب وأخبرني أنه نظم قصيدة يمدح فيها أهل اليمن مطلعها:

 الدينُ والخلـقُ الحسـنْ  والأريحيةُ فـي اليمـنْ

وشاء الله أن أزور اليمن بعد عدة أعوام لزيارة شقيقي الذي كان يقيم فيها وبحثت عن رقم هاتف الشيخ لأزوره.

 أردت ممازحة الشيخ، فكتبت له الأبيات التالية  على قصاصة من ورق ردّاً على قصيدته الآنفة الذكر. (راجياً من أهل اليمن أن يخذوا الأمر على أنه من باب المزاح فقط)
وذهبت لزيارة الشيخ الذي استقبلني استقبالاً حاراً وضحك كثيراً عندما قرأ ابيات الشعر:

 أمِنَ الحوادثِ تشتـكي أمْ حلَّ في النَّفسِ الوَهَـنْ

أمْ منْ صروفِ الدَّهرِ جالتْ في الفـُؤادِ فـما سَكَـنْ

أمْ ضقـتَ ذرعـاً بالحياةِ إلامَ تَزْخـُرُ بالـمِحـنْ

طفـتَ البـلادَ جميعَهـا حتى وصلتَ إلى اليمـنْ

لتَعيـشَ تَجْتَـرُّ المآسـي ناصحـاً أهـلَ الفِطـَنْ:

مَـنْ لمْ تعلِّمْـه الحيـاةُ فسـوفَ تصقلُه اليمـنْ

وَلسوف تَنْسى قولَ شـاعِرِنا الـكبـيرِ المؤتمـنْ

الدينُ والخلـقُ الحسـنْ والأريحيةُ فـي اليمـنْ

رحم الله أبا محمود وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

نجم رضوان