عَلَى بَقَرَاتِ صَحْرَانَا الْعِجَافِ … يَجُودُ الْقُدْسُ بِالظُّلَلِ اللِّطَافِ
شُمُوخٌ كُلَّمَا خَفَتَتْ عُرَانَا … يُبَادِرُنَا بِأَسْبَابِ التَّلاَفِي
وَللِتَّارِيخِ فِي الأَقْصَى مَآبٌ … وَيَدْخُلُ حِينَ يَقْدُمُ بِالطَّوَافِ
تَرَى كَالْقُبَّةِ الصَّفْرَاءِ شَيْخاً … يُرَابِطُ فِي الصُّمُودِ وَفِي الْهُتَافِ
وَجَدَّاتٍ تَلَحَّفْنَ الرَّزَايَا … وَيَرْمِينَ الْعَسَاكِرَ كَالْخِفَافِ
وَأَشْبَالاً إِذَا صَدُّوا جُنُوداً … كَأَنَّهُمُ تَدَاعَوْا للِزِّفَافِ
جَفَوْتَ الذُّلَّ يَا أَقْصَى وَلَكِنْ … جُيُوشُ الْعُرْبِ طَلَّقَتِ التَّجَافِي
وَحُكَّامُ الْمَهَانَةِ حِينَ تَأْبَى … يُصِيبُهُمُ التَّأَبِّي بِارْتِجَافِ
لَهُمْ عِنْدَ الصَّهَايِنِ أَلْفُ سِرٍّ … وَثِيقِ الْعَهْدِ مَحْكُومِ الثِّقَافِ
تُنَازِلُهُمْ وَحِيداً كُلَّ حِينٍ … وَأَنْظِمَةُ الْفُسُولَةِ فِي انْكِفَافِ
عَلَى جُوعٍ وَخِذْلاَنٍ وَطَوْقٍ … وَغَدْرٍ فِي الْمَحَافِلِ غَيْرُ خَافِ
إِذَا الْمِحْرَابُ هُوِّدَ بِاحْتِرَابٍ … وَهُجِّرَتِ الأُلُوفُ إِلَى الْمَنَافِي
يُزَلْزِلُ بَهْوَ مُؤْتَمَرٍ خِطَابٌ … وَقَصْفُ بَيَانِهِمْ فِي الرَّدِّ كَافِ
يُغَنُّونَ الْخِيَانَةَ لَحْنَ سِلْمٍ … وَيُطْرُونَ التَّآمُرَ بِالْقَوَافِي
سِلاَحُ الْعُرْبِ يَا أَقْصَى رُكَامٌ … كَشَأْنِ الصُّوفِ فِي جِلْدِ الْخِرَافِ
أَفِضْ كَأْسَ الرُّجُولَةِ عَلَّ زَرْعاً … يَقُومُ لِفَيْضِ نَهْرِكَ بِالضِّفَافِ
غَنِيٌّ أَنْتَ يَا أَقْصَى عَزِيزٌ … وَمِنْكَ الْعُرْبُ أَفْقَرُ لاِعْتِرَافِ
مُبَارَكَةٌ سَمَاؤُكَ فِي سَنَاهَا … وَأَرْضُكَ فِي رِبَاطٍ وَاعْتِكَافِ
وَجُنْدُكَ لَيْسَ يُغْلَبُ مِنْ خَصَاصٍ … وَأَنْتَ لَهُ وَرِيدٌ فِي الشَّغَافِ
تُحَالِفُ جُنْدَكَ الأَنْفَاقُ صُبْحاً … وَتَنْصُرُهُ إِذَا أَمْسَى الْفَيَافِي
وَإِنَّ الْبَحْرَ يَسْتُرُ بِاعْتِكَارٍ … ضَفَادِعَهُ وَيَغْشَى كَاللِّحَافِ
وَيَصْفُو لاِنْقِضَاضٍ فِي أَمَانٍ … وَبَعْضُ الصَّيْدِ يَحْلُو فِي التَّصَافِي
وَمَنْ يَرِدِ التَّوَكُّلَ فِي انْكِسَارٍ … يُظَفَّرْ فِي وُرُودٍ وَانْصِرَافِ
صُمُوداً قُدْسَنَا، سُقْياً وَغَوْثاً … لِفُرْقَتِنَا الْمُقِيمَةِ فِي الْجَفَافِ
طَلِيعَتَنَا إِلَى التَّحْرِيرِ صَبْراً … عَلَى سُجَنَاءِ أَنْظِمَةٍ ضِعَافِ
سَيَدْرَأُ حَتْفَنَا الْفَتَّاكَ عَنَّا … وَنَبْرُزُ لِلْوُجُودِ بِلاَ اخْتِلاَفِ
تَعَافِينَا مِنِ اسْتِبْدَادِ حُكْمٍ … وَأَخْلِقْ فِي التَّحَرُّرِ بِالتَّعَافِي
تُمَزِّقُنَا جَهَالَتُنَا وَعَجْزٌ … وَالاِسْتِبْدَادُ ثَالِثَةُ الأَثَافِي
وَلَكِنَّ الْخَرِيفَ إِلَى رَحِيلٍ … سَنَهْجُرُهُ إِلَى حُسْنِ ائْتِلاَفِ
وَلَنْ نُخْطِي الرَّبِيعَ فَنَحْنُ أَشْهَى … إِلَى مَغْنَاهُ مِنْ يَوْمِ ازْدِلاَفِ
الصادق الرمبوق