12 يوليو, 2017 القدس
أقـولُ لها وجـهُ الحـديـقـةِ مـزهـرُ : وأعـلـمُ أنَّ الشيءَ بالشيءِ يُـذكـرُ
فقالتْ إذا أغْضَيْتَ فالـوجـهُ أبيضٌ : ولـكـنْ إذا حَـدَّقتَ فالوجهُ أحـمرُ
فـدعْ عنكَ أزهـارَ الحـدائـقِ إنني : لأَعْـلَمُ ما تُبدي ومـا أنـتَ مضمـرُ
وقـلْ لي ألمْ تشتقْ إلى أولِ الـهـوى : وأولِ نبضٍ حيثُ تنهى وتـأمـرُ
وأولِ مشيٍ في أزقةِ القدسِ عندما : تصدّى لنا في بابِ جطةَ عسْـكـرُ
/////////////////////////////
فقلت لها ضيّعتِ عقلي بذكرها : وعقـل الفتى حيناً يغيبُ ويحـضــرُ
فما نصف مجنونٍ سوى نصف عاقلٍ : ويصمـت أحيانـاً وحينا يثرثرُ
يفوق احـتـمـالي أن أراهـا ذلـيـلـةً : يـداسُ لها صـحـنٌ ويُحـرقُ منـبرُ
وفوق احـتـمالي أن تُهانَ ولا يُـرى : كُمَيْتٌ حَميُّ الأنفِ فيها وأشـقــرُ
أيخـرجُ منها الـمـبـصـرون أذلــةً : ويدخلها في نشـوةِ النصـرِ أعــورُ
وهـل دخـلــوها آمـنـيـن وهـل مشوا : بـأطـرافِـهـا لـولا أُمـورٌ تُـدَبَّــرُ
وما كنتُ أرجو من جيوشٍ تقدماً : إذا أقبلتْ في الحرب والرأسُ مُدبرُ
وخـطّـاهُ في شـكلين خـطٌ لشـعبـهِ : مـبـيـنٌ وخط لـليـهودِ مُشَـفَّــرُ
//////////////////////////////
تُباعُ قبابُ الـقـدسِ والليلٌ مظـلـمٌ : ويتركـها التجـارُ والصـبـحُ مسـفـرُ
لقد شربوا خمر الخيانةِ واستوى : على عـرش طـاغوتٍ مُـقـلٍّ ومُكثرُ
لأنَّ كثير الخـمـرِ إن كـان مُسْـكـراً : فـإن قـلـيـلاً منـه لا شـكَّ مُنـكــرُ
فلا تسـألـيـني بعـد ذا كيف هُـوِّدَتْ : وشَـوَّهَ وجـهَ الـقـدس نقشٌ مُزوّرُ
تُمزِّقُ أصواتُ الـمـزامـيـرِ فجـرها : ولـكـنَّ أصـوات المـآذن تُحـظـرُ
/////////////////////////////
فقامت وعادت تحملُ الماء بـارداً : وفي فمهـا من طيبِ الـقـول سُـكّـرُ
وقالت أَبَيْتَ الـلـومَ إني أرى على : سـفـوحِ الـغـد الآتي جيوشاً تَـكـبّـرُ
تحاصرُ قبل الـفـجـرِ أسـوار خيبرٍ : وعند انـبـلاجِ الفجـرِ تسـقـطُ خيبرُ
______________________
عقل ربيع