يا أيها الفجــرُ ـ أعني فجرَ أمتِنا ـ
هلّا تعجّــلْتَ إنّ الليـــلَ قــد طالا
والبـدرُ مازالَ في أطــوارِ نشــأتِهِ
لمْ يكتـملْ بعـدُ والعرجونُ ما زالا
والناسُ في وحشةِ الظّلماءِ هائمةٌ
مـدّتْ إلى النّـــورِ أعنــاقاً وآمـالا
تخشى الغوائلَ والأشـباحُ تزعجُها
واللصُّ خلفَ الدّجَى ينسلُّ مُختالا
إنْ صـاحتِ البومُ قالتْ تلكَ نائحةٌ
أو يســقطِ العـودُ ظنّت ذاك زلزالا
ًكم مرّةٍ تحبـسُ الأنفـاسَ من وجلٍ
ذاقتْ من الخـوفِ أصنـافاً وأشـكالا
أمّا الخفـافيشُ حـدِّثْ دونما حرجٍ
فالليلُ ميــدانُها كي تشــغلَ البالا
ما أُوقــدتْ شــمعةٌ إلا وتُطفـؤُها
حتى تصـوغَ من القسقاسِ سربالا
يا أيها الفجــرُ غَـذِّ السـيرَ إنّ لنا
عنـدَ التباشــيرِ أحـوالاً وأحـوالا
عجّلْ فإنّا عقـدنا العـزمَ دونَ مِرا
أن نبـــذلَ الروحَ والأولادَ والمـالا
حتى تعــودَ لنا الأوطــانُ كـاملةً
والماءُ يجــري كما قد كان سيّالا
وندحرَ الزمرةَ الجــوفا ونطردَها 
ونُنشِــــدَ النصرَ أنغـــاماً وموّالا
*عبدالمجيد الجميلي*