لَوْلا النِّفاقُ لَما طَغى جَبّارُ
وَلَما تَحَكَّمَ في الْكِبارِ صِغارُ

وَلَما تَبَخْتَرَ دونَ سِتْرٍ باطِلٌ
وَالْحَقُّ تُسْدَلُ دونَهُ الْأَسْتارُ

تَسْتَفْحِلُ الْأَدغالُ شامِخَةً إِذا
سوقُ السّوامِقِ حَزَّها الْمِنْشارُ

وَإِذا تَرى الْأَسَدَ الْجَسورً مُغَيَّباً
سَيَسودُ قِرْدٌ أَوْ يَسودُ حِمارُ

سالَتْ سُيولُ بَني السَّلولِ فَأُتْرِعَتْ
مِنْ سَيْلِها بِالْآسِنِ الْأَنْهارُ

وَنَمَتْ خَبيثاتُ الثِّمارِ وَلَمْ يَعُدْ
لِلطَّيِّباتِ نَضارَةٌ وَثِمارُ

حُجِبَ الْحُجاةُ وَلَمْ يَعُدْ شَأْنٌ لَهُمْ
بَيْنَ الْوَرى وَيُعَظَمُّ الثَّرْثارُ

وَالشَّرُّ مُسْتَشْرٍ وَيُرْفَعُ أَهْلُهُ
فَوْقَ النُّجومِ وَيُخْفَضُ الْأَخْيارُ

وَالْعِلْمُ أَصْبَحَ كاسِداً لا يُشْتَرى
وَالْجَهْلُ تُبْذَلُ دونَهُ الْأَسْعارُ

أَهْلُ الْمَريضاتِ الْقُلوبِ بَدا لَهُمْ
أَنَّ الْخِصالَ الطَّيِّباتِ شَنارُ

فَاسْتَمْتَعَتْ نَظَراً لِكُلِّ قَبيحَةٍ
وَعَنِ الْمَحاسِنِ زاغَتِ الْأَبْصارُ

فَالْغَدْرُ فَضْلٌ وَالْوَفاءُ رَذيلَةٌ
وَالظُّلْمُ فَخْرٌ وَالْعَدالَةُ عارُ

أَهْلُ النِّفاقِ أَذِلَّةٌ مَهْما ابْتَغَوا
عِزّاً يُصِبْهُمْ بِالنِّفاقِ صَغارُ

وَالْخِزْيُ في هَذي الْحَياةِ نَصيبُهُمْ
وَجَزاؤُهُمْ يَوْمَ الْحِسابِ النّارُ

في أَسْفَلِ الدَّرَكاتِ يَعْلو فَوْقَهُمْ
كُلُّ الْعُتاةِ وَما لَهُمْ أَنْصارُ

أحمد المنصور العبيدي