– صــــوت الـــقـــدس :
فلسطين يا أغنية بذوق الحزن و البكاء جعلوكِ حمامة سلام بعباءةٍ سوداء مخضبة بدموع الثكالى ودماء الأبرياء أقصانا أيــــها الصوت الجاف في أنين النداء يا قصيدةً في ألم القلب يا وجعــــــــاً مغروساً كالجرح الغائر في الأيام فأنتِ اللحنُ المغروس بنصل الغضب الثائر يا قدس لقد مكثوا فوق الصدرِ جاثمين فيكِ هاهنا أيُّ نسل من ذنوب البشر هؤلاء أيُّ لعنةِ إنسان أنتم شرٌ كأشباح الشيطان لقد نزلتُم كالجراد كالفساد كغربان الجيف القنانة لقد مررتم كالجحـيم فوق تل الربيع فوق جبل الزيتون و ها أنتُمْ تَعبُرون كالقحطِ كالجفاف و تمرُّون كالسُّل كالطّاعُون كالسقم كالوباء تدُوسون بِوطئةِ أقدامكم كالرجس أرضَ السلام و تدنسون تُـراب الطّهــارةِ و الأنبياء تزرعون الأشواك و تُحرِقون الأخضر و اليابس و تحرفون مواقع الأشياء و تنشرون الخراب و الدَّمار و تنتهجون منهج السلب و النهب و تُضيقُون الخناق و الحصار و تُمارِسُون الإضْطِهاد و الأسر و الإعتقال و تسلبون الحياة من حق الحياة كم من الموت تَبَقَّى حتّى يكتفى الموت من الموت هانحن هنا كصراع الجبابرة كنِــــــــزالٍ مع الحياة فنحنُ لا نخاف شيء إِلاَّ مِنْ أنفسنا و غضبنا و لاَ يُخيفُنا إِلاّ حَذَرُنا فقط فاحذرُوا أنتم من خَوْفِكم من يومٍ لا غُفران فيه من غضبٍ ينتفضُ فيه يوم الغضب و يستيقظُ فيه الحقّ كالرّعد يضربُ كالزّلزال و يدُكُّ في عُمْقِ الدَّمار في بطْشِ ظُلْمٍ جائِر فيرتعش فِيكُم الإِنسان و يهتز كالخوف كالجُرَذِ من خيال الإنسان فصبــــراً يا وطن الأحرار سَيُرفَعُ بيرق النصر و يعلو غصن السلام .
سعيدي عبد الحكيم / الجزائر