يعصمُ المرءَ في الحوادثِ دينُهْ
ويُرقّيـه فــي السُّمُـوِّ يقينُهْ
ويُواســيهِ صبرُهُ في الرَّزايا
حينَ خلاّهُ خلُّهُ وخَدينُــــهْ
قد دجا الليلُ بالهمــومِ وما لاحَ
بصيـــصٌ لبارقٍ أستبينُهْ
داهمتني الأحزانُ من كلِّ صَوْبٍ
واعتلـتْ صهوةَ الفُؤادِ شُجونُهْ
ما أَرى عَبْرتي تكـفُّ عنِ الذَّرْفِ
لدهرٍ طغـتْ عليَّ شُؤونُهْ
يا لقلبٍ دهتهُ ســـودُ اللَّيالي
بنوى أهلِـــهِ فمنذا يعينُهْ
حاربتهُ الدُّنْيا فعــاشَ شَريداً
تشرحُ البؤسَ والضَّياعَ عُيونُهْ
تتلظّى كالجمــرِ ممّا عَــراهُ
ساهدَ الطرفِ، مُثْقَلاتٍ جفونُهْ
مِزَقاً صــــارَ أهلُهُ وَذَووهُ
وجفاهمْ لُطْــفُ الزّمانِ ولينُهْ
كالشَّظــايا تناثَروا في البَرايا
يَغْتَلي همُّهُ بهـــمْ وظُنـونُهْ
يتمنّى جَمْـــعاً لشملٍ شَتيتٍ
بعدَ تَمْزيقِهِ، وَعَـــزَّ مُعينُهْ
وفلسطينُ دارُنا وهــوانا
خيرَ أرضٍ للّيثِ ظــلَّ عرينُهْ
لن نَكُفَّ السَّعْـيّ الحثيثَ إليها
حبّذا من لأجلِـــها حانَ حينُهْ
كلَّ يومٍ لنا احْتِرابٌ وَخَصْــمُ
الشُّؤْمِ مستكمـلُ السّلاحِ مَتينُهْ
دولُ الغَـــرْبِ كلُّهـا تَفْتَديهِ
يا لجديٍ منَ الحديـدِ قُرونُهْ!!
إنَّما شعْبُـــنا بــهِ لا يُبالي
ليـسَ يُخْشى عذابُه أوْ سُجونُهْ
قدْ نذرْنا أرواحَـــنا للمَعالي
فانْجَلى ليلُــها، وذلَّ حَرونُهْ
يصـــرعُ الغادرينَ ليلاً نَهاراً
رَهْطُ عَزْمٍ، يُرْدي الْمَنايا كَمينُهْ
فالشَّهيدُ السِّراجُ، يهزمُ ليلَ
الذُّلِّ، نوراً يُفني الظـلامَ مُبينُهْ
شعبُنا شعبُ عِزَّةٍ واقتدارٍ
يتمنّى يومَ النّضـــالِ جنينُهْ
كيفَ لي أن يكــونَ دارَ رَزايا
مهبـطُ الأنبيا، ويعلو أنينُهْ
ويظلَّ الأقصى أسيرَ لئامٍ
يتوالى للمسلمــــينَ حَنينُهْ؟
إنّ صوتَ الأذانِ يُرْفَعُ في القدسِ 
حَزينًا، تُبكي القلوبَ لُحونُهْ
أفما مِنْ فتىً كسعدٍ وعمرٍو
لأسى دينِهِ يُجَـــنُّ جُنونُهْ؟!

ما افتخارٌ لمسلـــمٍ يعــربيٍّ
حينما الكافـــرُ اللئيمُ يُهينُهْ
فالمُصَلّون يُقْتَلـــونَ جَهـاراً
في المُصَلّى والكونُ تُغْضي عُيونُهْ
إنّهُ اللهُ في السَّمــاءِ وفي الأرضِ 
فهلْ جيـشُ نُصْرَةٍ يَسْتَعينُهْ
أضرَمــوا النّارَ حاقدينَ بأقصانا
فهـل أيقظَ الوَرى أَتّونُهْ؟؟
عالَمُ العُرْب فُرْقَـــةٌ واخْتِلافٌ
بَتَرَتْ ساعِـــدَ الشّمالِ يَمينُهْ
إنَّ ما نكتويهِ مِنْ ســـوءِ حالٍ
ليسَ يَسْمو بِجَمْعِنا، بَلْ يَشينُهْ
إنّهُ صمــــتُ أمَّةٍ عَنْ عُلاها
وَضَـحَ الأمرُ، غَثُّهُ وَسَمينُهْ!!
_____________
عطا الله محمد  أبو زيّاد