قصيدة

شمسٌ لا تغيبُ

هل ذبتَ يا شعرُ أم ذابت قصاصاتي
أم رنّحَ الشوقُ مثلَ الريح ريشاتي؟!

وهل مررتَ على رمسٍ به اتکأت
روحُ الحبيبةِ تُذكي بي عذاباتي؟

هل غادر البدرُ في الآفاقِ طلعتَه
حتى تناءت بعتمِ الليلِ شمعاتي؟

أسائلُ الريحَ هل هبّت غداةَ غدٍ
إذ أخبروني بصبحٍ ليس بالآتي!!

وهل تراءت على الأجفانِ دمعتُها
لمّا سرى الركبُ مجبولًا بدمعاتي؟!

يا لهف نفسي وصوتُ الراحلين هنا
يقارعُ القلبَ والأنّاتُ أناتي

تطاولَ الليلُ “لا تسري كواكبه”
في عمقِ ظلمتِه أسرارُ لوعاتي

أين التي كان كفّاها إذا لمست
وسادةَ السُّهدِ تغفو بي مسرّاتي

وأين مني أغاني النّومِ إن همست
تضاءلَ الهمُّ في وقتي وساعاتي

أمّاه يا سرَّ حبٍّ ليس ذا عوج
يا بحرَ شوقٍ ترامى في انثناءاتي

يا نجمةً في سماءِ القلب ما انطفأت
يا شمعةَ النّور في عمقِ انطفاءاتي

أسائلُ الموتَ عن أخبار من سكنوا
عمقَ الثّرى فيزيدُ السؤلُ أشتاتي

أمّاه لمّي شتاتًا بي مذ ارتحلت
عيناك عنّي تمادت بي انطواءاتي

قولي لذاك الثّرى إن جئتُ زائرةً
هلّا ابتعدتَ … فتشفى منكِ ضمّاتي

يا ربُّ فاجعل من الرّحمات مسكنَها
واجعل إقامتَها في طيبِ جناتِ

#ريما_البرغوثي
الإثنين 20/3/2023