يعيثُ الوغدُ في أرضي فسادا
وعمّ الظُلْمُ عتمُ الليلِ سادَ

صروفُ الدّهر كم أزرتْ تمادتْ
بمقدسنا وغاصبُها تمادى

وجاسَ برجسهِ الأقصى وباحي
على أعتابهِ الغرّاءِ مادَ

وصالَ وجالَ في سهلٍ ووادي
وذي الآكامُ طافوها جرادا

وكم هدموا بيوتاً تالداتٍ
وزيتوناً لذي الأرضِ عِمادا

وكم قطفوا زهوراً من شبابٍ
وأطفالٍ وهبّ الشيخُ فادى

فذا شبلٌ وذي خنساءُ أرضي
وذا شعبي فَدا روحاً جِهادا

وبي قهرٌ وبي كربٌ وحزنٌ
أسالَ الدّمعَ واعتصرَ الفؤادَ

أُنادي أمّةً لا خيرَ فيها
تناثرَ جمرُها أضحى رمادا

تعامى أهلُها بَكِموا وصمّوا
ضمائرُ ميِّتاتُ غدتْ جمادا

أضاعوا بيتَ مقدسنا وساروا
إلى التطبيع يطوونَ الوهادَ

يمدّونَ الأيادي للأعادي
وفي جبِّ السّلامِ رموا الودادَ

فما عدلاً تحرّوا ذاتَ ظُلْمٍ
ولا رأيٌ سديدٌ لا رشادَ

عائدة قباني