ذات يومٍ أراد جدّي أن يمارس مهارته في الحلاقة في حفيده العبد الفقير إلى الله "نجم"، وكان لديه آلة حلاقة قديمة أكل عليها الزمان وشرب، تقتلع شعر الرأس اقتلاعاً بدل أن تحلقه حلقاً، فتشعر بأن روحك تخرج من جسدك مع كل شعرة تقتلعها.

توسلتُ لجدي أن يذهب بي إلى "حسنين" الحلاق الذي كان يتقاضى نصف قرش على حلاقة الرأس فأبى جدي لكنه لم يحلف بالطلاق.

أجلسني جدي في فناء المنزل وكان الجو صيفيّاً حاراً وبدأ بحلاقة شعر رأسي ودموعي تنهمر على وجنتيّ فتختلط بالعرق المتصبب على وجهي والشعر الذي تقتلعه آلة الحلاقة. وفجأةً تعطلت آلة الحلاقة فحمدت الله تعالى على ذلك، لكن ما العمل الآن بعد أن ذهب نصف شعر رأسي وبقي النصف الآخر؟.

اضطر جدي لاصطحابي بهذا المنظر غير المألوف آنذاك ألى "حسنين"الحلاق، وكلما قابل أحد معارفه وهو في الطريق يشرح له ما جرى، بعد أن يصب جام غضبه على آلة الحلاقة المشؤومة. المهم أن جدي لم يمارس موهبته في الحلاقة بعذ ذلك، فصرتُ أذهب إلى "حسنين" كلما احتاج الأمر. والحمد لله رب العالمين
بقلم:نجم رضوان