اللهُ يُعْطي مَنْ يَشاءُ وَيَمْنَعُ
مَنْ شاءَ ما يَسْعى إِلَيْهِ وَيَطْمَعُ

لا شَيْءَ يَعْزُبُ عَنْهُ جَلَّ ثَناؤُهُ
لَوْ ذَرَّةً في قاعِ بَحْرٍ تَقْبَعُ

وَلَو اُمْرُؤٌ بِالسِّرِّ حَدَّثَ نَفْسَهُ
فَاللهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ وَيَسْمَعُ

وَيَرى قُلوبَ الْعالَمينَ وَما بِها
مِمّا يَضُرُّ الْقَلْبَ أَوْ ما يَنْفَعُ

فَاخْتارَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ لِنَقائِهِ
فَبِقَلْبِهِ كُلُّ الْفَضائِلِ تُجْمَعُ

أَوْحى إِلَيْهِ اللهُ إِنَّكَ خاتَمٌ
لِلْأَنْبياءِ وَأَنْتَ مِنْهُمْ أَرْفَعُ

وَمَشى بِأَمْرِ اللهِ يُنْذِرُ قَوْمَهُ
وَمُبَشِّراً إِيّاهُمُ فَتَنَطَّعوا

عادَوْهُ عادَوا كُلَّ مُتَّبِعٍ لَهُ
وَلِصَدِّهِ عَمّأ يُريدُ تَجَمَّعوا

فَغَدا يَضيقُ بِما يُلاقي صَدْرُهُ
وَلِنَفْسِهِ كَمْ كادَ ضيقاً يَبْخَعُ

حَتّى أَتى جِبْريلُ لَيلاً قائِلاً
قُمْ يا مُحَمَّدُ فَالْبُراقُ مُطَوَّعُ

لِتَرى مِنَ الْآياتِ ما تُجْلى بِهِ
عَنْكَ الْهُمومُ وَبَعْدَها لا تَجْزَعُ

وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصى فَأَوَلُّ مَنْزِلٍ
مِنْ رِحْلَةٍ في بَعْضِ لَيْلٍ تُقْطَعُ

أحمد المنصور العبيدي