قُلُوبُنا: مَآذِنُ مَدِينَةِ الصَّلاةِ
يا قُدسُ؛ يا رِئَةَ الحَياةْ
يا عُنفُوانَ المُعجِزاتْ
يا أَنتِ؛ يا مَهدَ الرِّسالاتِ؛
النُّبُوَّاتِ؛ الثِّقاةْ
يا قِبلَةً لِلسَّالِكِيــــــنَ
وَقُبلَةً لِلواصِلاتْ
لَكِ حَجَّتِ الأَرواحُ مُذ
حَلُمَتْ – بِماءٍ ما – حَصاةْ
مُذ كانَ حَوضُ الطِّينِ 
مَحضَ هُلامَةٍ قَبلَ الثَّباتْ
مُنذُ التِفاتاتِ القُلُوبِ 
إِلى الجَهاتِ بِلا التِفاتْ
مُنذُ اشتَكَى قابِيلُ مِن
هابِيلَ تَمزِيقَ الصِّلاتْ
ما زِلتِ مُبتَدَأَ الكَلامِ
وَمُنتَهًى لِلأَبجَداتْ
وَثَورَةً لِلواقِفِيــنَ
وَوِقفَةً لِلثَّائِراتْ
وَقَلعَةً لِلأُمَّةِ الغَرَّاءِ 
فِي صَدِّ الغُزاةْ
هَذِي عُيُونُ الشَّاعِرِينَ
وَتِي دُمُوعُ الشَّاعِراتْ
تَهفُو لِنَقرِ يَدَيكِ نَقـرَ 
الطَّيرِ حَبَّ السُّنبُلاتْ
قُومِي؛ إِذَن؛ وَاستَقبِلِي
قَتلى غَرامِكِ بِالحَياةْ
قُومِي؛ وَضُمِّيهُم كَما
لِصِغارِهِنَّ… الأُمَّهاتْ
وَتَوَضَّئِي بِالياسَمِينِ
تَعَمَّدِي بِالسَّوسَناتْ
وَتَجَسَّدِي لِلـــ" فَتحِ" آيًا
مِن "حَماسِ" "العادِياتْ"
وَاتلِي عَلَيهِم دَمعَةَ الأَوطانِ 
فِي المُستَوطَناتْ
تَرتِيلَةَ "الزَّيتُونِ" فَصلًا 
مِن "هَدِيلِ" البَسمَلاتْ
إِصحاحَ بَعثٍ مِن دَمٍ
ما زالَ يُهدِي التَّضحِياتْ
سِفرًا لِنِصفِ القَرنِ مِن
عُمرِ التَّمَخُّضِ فِي الشَّتاتْ
أَمَلًا بِنَصرٍ قادِمٍ
لَم يَنتَظِرْ لِلتَّسوِياتْ
قُومِي؛ كَمِئذَنَةٍ تَهُزُّ 
الصَّمتَ فِي أُذُنِ الطُّغاةْ
وَلْتُسمِعِيهُم رَغمَ أَنفِ 
الكَونِ: (حَيَّ عَلى الصَّلاةْ)
ــــــــــــــــ
عمر جلال الدين هزاع