أبي ..

أريد خبزًا يا أبي .

ظمآنٌ أنا والماءُ ..

أين الماءَ في العدمِ ؟

قد جفَّ الرّيق من عطشٍ

ومن جوعٍ يجفّ دمي .

أموت هنا ولا حرجٌ

أخاف الموت يا أبتي .

أموت هنا ولا كفنٌ

كما من قبلُ مات أخي .

أبي ..

لا ثوبَ يسترني

لا ريشَ يحملني لألجأ في الضفة الأخرى من الوطنِ

لا حضنَ أمٍّ ساخنٍ

في وحشة الموت يؤنسني .

إني أرى سُنونوَّةً تلعق ما تبقى من الملحِ في قارعة الطريقْ

أرى سحابةً لا تُنجب المطرْ .

أيها الأسدُ انتظِرْ

لا تكن جبانا وتأكلني ، فقط لأنني ضعيفٌ

ما ظننتك آكلَ لحمِ البشرْ !

سأبكي ، وأبكي ، وأبكي

حتى يشتعلَ النهر دمًا ، ودمعًا ، ونارَا .

سوف تنهض النخلة من رِقادها

وتغرِسُ جِذع الرسالةِ في عينيكْ

وتحطِّمَ خطّك الوهميّ

عَرينكَ المثبَّتُ على أكتافِنا

وتخرُق اللوحةَ ، والمظلّةَ ، والجدارَا

وغدًا أراك في المنفى .
 
بدر متشو   -المغرب