ياحاديَ الركبِ هل عاجتْ بكَ السُبلُ ؟
نحوَ المَهَاجر ِأمْ ضاقتْ بكَ الحِيَلُ ؟
ياحاديَ الركبِ نيرانٌ بقافيتي
تَهْدي السُراةَ إذا ماضَلَّ مُرتَحِلُ
أومأتُ للريحِ أنّي مثقلٌ دنِفٌ
وقدْ براني النوى ماعدتُ احتمِلُ
أوغَلْتُ في الغربةِ الخرساءِ قافلةً
في إثرِ منْ ظعنوا في غفلةٍ رحَلوا
ناديتُ ظَعْنَهُمُ والنأيُ يسخرُ بي
رفقاً بِنفْسِكَ قفْ ياأيها الرجلُ
وعدتُ للدارِ مرمياً على طللٍ
مما اعتراني بكى في حزنهِ الطللُ
مابينَ دمعٍ على ذكرى يُكابِدُها
و بينَ رسمٍ عفى مازلتُ انتقلُ
أرنو الطيوفَ إذا غابتْ رواحلِهمْ
خلفَ الحدودِ وقد زادتْ بيَّ العِللُ
يامقلةَ القلبِ شابَ الدمعُ من تلفٍ
تهمي اكتواءً على أهاتِها المُقلُ
أوّاهُ كمْ شاقني لألآءُ شاطئها
جُرف ٌمنَ الطينِ في أطرافهِ نزلوا
ياظبيةَ الشطِّ والصفصافُ لاحَ لنا
يحنو على الماءِ محزون ٌ ومنعَزِلُ
روحي فداءَ عيونٍ قدْ عرفتُ بها
من ساهماتِ الظبا قَدْ تقتُلُ النُجُلُ
منَ الجآذرِ رُعبوبٌ بهِ حَزَنٌ
ألقاهُ في سَرَحٍٍ أهدابهُ الرُّسُلُ
بالحزنِ مستترٌ بالطرفِ مسترقٌ
بالحُسنِ مكتملٌ بالدمعِ مُكتحلُ
ياجارةَ النهر ِطالتْ ظهرَك ِالنُّوَبُ
من الطوارقِ كادَ الظهرُ ينخزِل
في هدأةِ الليلِ والأمواهُ هادرةً
أرعى الكواكبَ بالغِيَّابِ مُنشغلُ
يامَنْزِلَ الجودِ أهلوكِ الأُلى رحلوا
لولا الأمَرُّ من الترحالِ ما ارتحلوا
أكارمَ الصيدِ جابوا كلَّ مفترقٍ
وفي ديارِهمُ يستوطنُ الهَمَلُ
ياغربةَ الروحِ لي قلبٌ يعذبني
عنِ الأضالعِ، شوقاً كادَ ينفصلُ
للرقتينِ خذوني وادفنوا جسدي
في غربةِ الموتِ موتٌ ليسَ يكتملُ
أحمد ظاهر