يــا مــن بـهـا قــد جـفّـتِ الألــواحُ كـمْ
خـطّـت عـلى الأضـلاعِ و ارتـفع الـقلَمْ
أيــــن الــبــراءةُ و الـطـفـولـةُ صـنْـوهـا
غـابـتْ عــنِ الأحـداق و ارتـدتِ الـعَدَمْ
صـــاح الـشـهـيدُ مـخـاطـبًا أمــاااه أي
ن أصابعي والرأس؟ ..أين هي القَدَمْ؟
وأخــي الـرضـيع مــنِ اسـتـباح حـليبَه
حــتــى بـــدا فـــي مــائـه نـــزفٌ ودَمْ
مـهــدٌ وحــيــدٌ و الـدُمى تـبكي عـلى
أصـحـابـها فـــي الـلـحدِ لُـفَّـتْ بـالـعَلَم
قــولــي أيــــا أمـــي لــمـاذا حــارتـي
بـنـيـانـها قــبــل الــدمـارِ قـــد انــهـدَمْ
والــجـارُ يـبـكي طـفـله الـمـرحوم لاااا
مــا مـات مـنْ طـلب الـشهادة واعـتزَمْ
والــلــيـلُ يــــا أمّــــاه مــــا أخــبــاره؟
عــاف الـنـجومَ وبـالـوجومِ قـد اصـطدَمْ
والـصـبحُ هــل مــا زال يـضـفي نــورَه
أم لــمـلـمَ الأقــمــارَ خــوفـاً و انــهـزَمْ
لــمّــي بــقـايـاي الـبـريـئة واجـمـعـي
بـالـقـلب أحـشـائي وصـحْـبيَ والألَــمْ
يـــا أمُّ جـــاوزَ قـاتـلـي فـيـنـا الــمـدى
وضــمــيـره مـــــا جــــاء إلا وانــصــرَمْ
هــاتـي يـديـكِ وخـضّـبيها مــن دمــي
فـالـعـرس مـشـهـودٌ عـلـيـه ومـنـتظَمْ
وأنـــا الـعـريـسُ فــزغـردي لـشـهادتي
إنّ الــشــهــادة فـــوزنـــا والـمـغـتـنَـمْ
لا تــدمـعـي بــــل كـفّـنـيـني بـالـدعـا
وطـنـي الـزعـيم ونـحـن نــوّاب الأمَــمْ
زيــــدي الــدعــاء ولا تــنــادي عُــرْبـنـا
مــا عــاد يُـغني بـالهبوب مـنِ اعـتصَمْ
وتـغـمّـديـنـي بــالــرضـى وتـبـسّـمـي
فـأنـا الـشـهيد وطـالـني مــوت أشَــمْ
ويــــح الــعـروبـة يــــا أمــيـمـة إنــهــا
في القدس قبل دمشق ضيّعتِ الذمَمْ
__________________
مايا الحاج