• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!
أضف تعليقك

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ"
__________________________________

سألني أحد الإخوة الأفاضل: لماذا في الآية الأولى قال تعالى "لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ"
وفي الاية الثانية قال تعالى "أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ".

في الحقيقة لم يكن لديَّ جواب في حينها، فما كان مني إلا أن أنظر ماذا قال المفسرون حول هذا الأمر.
بحثت في تفسير الطبري وابن كثير والكشاف والتفسير الكبير للفخر الرازي، وكذلك من المعاصرين تفسير المنار والقاسمي والسعدي وزهرة التفاسير. واستمعت للشيخ الشعراوي وغيره، لكني لم أجد ضالتي، ولم أجد أياً من المفسيرين آلمذكورين قد تطرق للموضوع لا من قريب ولا من بعيد.وقد وجدت أن الموضوع قد تكرر مراراً في كتاب الله. والتالي أمثلة على بعض الايات التي ذُكر فيها "الرسول":

"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ"

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ 

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ"


وكذلك بعض الآيات التي ذُكر فيها "ورسوله":

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ"

"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا" 

"وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ"

"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا "

"وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ"

"وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ "

"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ"

فكّرت مليّاً في الموضوع، ولا شك أنني دخلت في حيرة. ولعلي خرجت بنتيجة فحواها:

الآيات التي ذكر فيها "الرسول"، يبدو أن الأمر أو النهي فيها موجّه لعموم الناس
ولكل فرد في الأمة المسلمة، سواء عاصر النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يعاصره
وإلى قيام الساعة، رغم أن الآية قد تكون نزلت في حادثة معينة. 

أما الآيات التي ذُكر فيها "ورسوله"فيبدو أنها موجهة للذين عاصروا النبي صلى الله
عليه وسلم من الصحابة الكرام، بخصوص حادثة بعينها والأمر أو النهي في الآية متعلّق 
بتلك الحادثة فقط.

أرجو الله أن أكون قد وفقت في هذا الأمر. وأرجو ممن عنده رأي أرجح من رأيي أن
يوافيني به لتعم الفائدة.

والله تعالى أعلم وأجل.

نجم رضوان

18 أكتوبر, 2017 كيف نفهم القدر؟

أضف تعليقك

لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة……….

لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟
أليس الله هو الرحمن الرحيم؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي؟ 
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن..

إلا أن هذا فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان،
كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوعنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله……….. 
في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)…… "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر……
"إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. "…………. 
جواب جوهري جدا…….. 
فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري…… ولن تصبر على التناقضات التي تراها…………..
فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر……. 
"ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر 
"فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. ويمضي الرجلان.. ويركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم…..
لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد…… 
"أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"………… 
تحول من إمراً إلى نكراً…… 
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال….. 
هل عرفت أم الفتى بذلك؟ 
هل أخبرها الخضر؟……… 
الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا……. 
ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم.. 
وهذا أول نوع من القدر.. 
شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا…………. 
النوع الثاني مثل قتل الغلام…… شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل…… 
النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله

استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي"

ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا.

أضف تعليقك

" أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين"

شبه الله تعالى نصيب المنافقين- مما بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم – من النور والحياة بنصيب أصحاب الصيب -وهو المطر الذي يينزل من السماء – فشبه اللهُ الهدى الذي هدى به عباده بالصيب، لأن القلوب تحيى به حياة الأرض بالمطر، ونصيب المنافقين من هذا الهدى شبههُ بنصيب من لم يحصل له من الصيب إلا ظلمات ورعد وبرق. ولا نصيب له – فيما وراء ذلك – مما هو المقصود بالصيب- من حياة البلاد، والعباد، والشجر، والدواب. فالجاهل – لفرط جهله- يقتصر على الإحساس بما في الصيب من ظلمة ورعد وبرق ولوازم ذلك من برد شديد، وتعطيل المسافر عن سفره، وصانع عن صنعته ولا بصيرة له تنفذ إلى ما يؤول إليه أمر ذلك الصيب من الحياة والنفع العام. وهكذا شأن كل قاصر النظر، ضعيف العقل، لا يجاوز نظره الأمر المكروه الظاهر إلى ما وراءه، وهذه حال أكثر الخلق، إلا من صحت بصيرته. فإذا رأى ضعيف البصيرة ما في الجهاد من التعب، والتعرض لإتلاف المهجة، والجراحات الشديدة، لم يقدم عليه، لأنه لم يشهد ما يؤول إليه من العواقب الحميدة، والغايات التي إليها تسابق المتسابقون. وكذلك من عزم على سفر الحج إلى البيت الحرام، فلم يعلم – من سفره ذلك – إلا مشقة السفر، ومفارقة الأهل والوطن، ومقاساة الشدائد، وفراق المألوفات، ولا يجاوز نظره وبصيرته آخر هذا السفر، ومآله، وعاقبته – فإنه لا يخرج إليه، ولا يعزم عليه. وحال هؤلاء، حال الضعيف البصيرة والإيمان، الذي لا يرى في القرآن إلا الوعيد، والزواجر والنواهي، والأوامر الشاقة على النفوس.

والله تعالى أعلم وأجل.

25 سبتمبر, 2017 السؤال الخامس

أضف تعليقك

كنت قد ذكرتُ أن أحد الإخوة الكرام وجّه لي مجموعة من الأسئلة تشتمل على شبهات. وقد قمت بالردّ على أربعة أسئلة منها وأسأل الله التوفيق في الرد على السؤال الخامس.

السؤال:"قصة الاسراء والمعراج هي عبارة عن معجزة حدثت للرسول والغاية من المعجزات هي اسلام اكبر قدر من الناس فكانت نتيجتها ان عدداً من المسلمين ارتدوا عن الاسلام عند سماعها. ويتهم الرسول انه اخذ القصه من الكتب اليهودية.
تم الاسراء بالرسول (ص) الى المسجد الاقصى ولكن وقتها لم يكن مسجد اقصى لان اول مسجد بني للناس هو في المدينة المنورة."
انتهى السؤال.
أقول وبالله التوفيق: لقد أُسرىَ بالنبي صلى الله عليه وسلم من المَسجدِ الحرامِ في مكَّةَ المكرمة إلى المسجدِ الأقصى في القدس الشريف. أراد الله عز وجل أن يُسرّي عن نبيه صلى الله عليه وسلّم ويواسه، بعد أن أصابَه حُزن شَّديد لما لَقيَهُ من أهلِ الطَّائف عندما ذهب لدعوتهم فآذوه ورفضوا دعوته، ومن بعد موتِ عمِّهِ أبي طالب وزوجَتِه خديجة رضي الله عنها، ثمَّ عُرَجَ بِهِ إلى السَّماواتِ العُلى؛ ليريه الله سبحانه من آياته الكبرى. فرجلة الإسراء والمعراج كانت بالدرجة الأولى من أجل النبي الكريم مواساةً ومؤازرةً وتخفيفاً من حزنه.
يقول السائل:"وقت الإسراء والعراج، لم يكن هناك مسجد أقصى، لان اول مسجد بني للناس هو في المدينة المنورة." 
أقول للأخ السائل: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، ثم كان المسجد الأقصى بعده مباشرة، وبينهما أربعون سنة كما ورد في صحيح البخاري. ولا شك أن المسجد الأقصى وقت حادثة الإسراء والمعراج كان عبارة عن آثار، لكن ما يهمنا هنا هو المكان الذي كان يحوي تلك الآثار. وقد يتعرض البناء للهدم بين الفينة والفينة، لكن المكان هو المقدّس. ولذلك نحن المسلمين نعتبر أن المسجد الأقصى هو جميع المساحة المحاطة بالسور حالياً والبالغة 144 دونماً (144 ألف متر مربع).

والله تعالى أعلم وأجل.

نجم رضوان

21 سبتمبر, 2017 السؤال الرابع

أضف تعليقك

كنت قد ذكرتُ أن أحد الإخوة الكرام وجّه لي مجموعة من الأسئلة تشتمل على شبهات يثيرها البعض للتشكيك بالإسلام. وقد قمت بالردّ على السؤال الأول والثاني والثالث وأدعو الله أن يوفقني للرد على السؤال الرابع هذا اليوم.

السؤال الرابع:
"اصحاب الكهف او الفتيه النائمون:
تكلم عنها ارسطو في القرن الرابع قبل الميلاد ووصفها بالاسطوره وبعدها ظهرت عند السريان في كتاب يعقوب السروجي ووصفت انها اسطوره ايضا 
ولم يتم يذكرها من قبل اي مؤرخ من الذين عاشوا وقت حدوث القصه اي شيئ عنها اي لو كانت حقيقة كان على مؤرخ واحد من اصل 12 كانو موجودين في عصر الحادثه."
انتهى السؤال.

أقول وبالله التوفيق: كما ذكرت في السؤال الثالث، فالقرآن هو الحقيقة المطلقة وما جاء فيه من قَصَص أيضاً فهي صحيحة دون أدنى شك سواء كتب عنها المؤرّخون أو لم يكتبوا، وإن حصل اختلاف بين رواية القرآن الكريم ورواية المؤرخين فلا تعوّل كثراً على رواية المؤرخين لاعتبارات شتى، منها أنهم كثيراً ما يروون الأحداث بعد انقضائها بزمن طويل مما يؤثر على الدقّة في سرد الأحداث، وإن أرّخ أحد المؤرخين لحدث وقت حدوثه فلا تخلو روايته من ممالئة الحكام والخوف منهم، فيؤرخ المؤرخ للحدث وفق اهواء الحاكم لإرضائه.

مناسبة قصة أهل الكهف في القرآن الكريم:
نَزلَت سورةُ الكَهفِ تثبيتاً لرسولِ الله عليه الصَّلاةُ والسَّلام وتصديقاً لرسالته، ذلك أنّ كفَّار قريش بعثوا النَّضْر بن الحارث وعُقبةَ بن أبي مَعيَط إلى أحبار اليهود يستفتونهم في النَّبي محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فرجع النَّضر وعُقبةَ إلى أهليهم يحملون من اليهودِ ثلاثة أسئلةٍ؛ أولاها شأن الفتيةِ أهل الكهف، وثانيها الرَّجل الطوَّاف، وثالثها الرُّوح، فنزلت سورة الكهفِ، مشتملة على قصة أصحاب الكهفِ، وذي القرنين، ونَزلت الآية: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا".

يبدو أن فتية الكهف ذهبوا إلى كهف محدّد يعرفونه، ويبدو أنهم كانوا يترددون عليه قبل مجيئهم الأخير إليه، لذلك تم تعريف الكهف بِ ال التعريف، ولربما كان هذا الكهف مقدساً. ولو تفحصنا النظر لوجدنا أن سورة الكهف في المصحف الشريف تقع بين سورة الإسراء وسورة مريم، فإذا تذكّرنا أن سورة الإسراء أحداثها في الأرض المقدسة (فلسطين) وسورة مريم أحداثها في نفس المكان، فلربما يكون الكهف الذي الذي تحدثت عنه سورة الكهف يقع أيضاً في الأرض المقدسة (فلسطين) ولربما كان ذلك الكهف هو كهف قبة الصخرة الذي يقع أسفل الصخرة المشرفة.

وكون سورة الكهف واقعة بين سورتي الإسراء ومريم، فلا أستبعد أن احداثها أيضاً كانت قريبة من عهد المسيح عليه السلام.

ولا شك أن هناك مئات المخطوطات التي تحدثت عن قصة أصحاب الكهف سواء باللغة اليونانية أو العربية أو السريانية أو الإثيوبية، أو الأرمنية أو الإيرلندية. وهناك بعض التشابه بين هذه المخطوطات ورواية القرآن الكريم.

والله تعالى أعلم وأجل.

نجم رضوان

17 سبتمبر, 2017 السؤال الثالث

أضف تعليقك

كنت قد ذكرتُ أن أحد الإخوة الكرام وجّه لي مجموعة من الأسئلة يبدو أنها وُجِهت له من قِبَل أحد المشككين في الإسلام. وقد قمت بالردّ على السؤال الأول والثاني وأدعو الله أن يوفقني للرد على السؤال الثالث هذا اليوم.

السؤال الثالث:
"قال تعالى: ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 9 – 12 ] .

ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا.
السؤال: لقد اكتشف العلماء ان عمر الكون تقريبا 13.5 مليار عام وانا عمر المجموعه الشمسيه والارض 4.5 مليار عام اي ان الارض والمجموعه الشمسيه تشكلت بعد خلق الكون ب 9 مليار عام وهذا ما يناقض القران."
انتهى السؤال.

أقول والله المستعان: القرآن الكريم -كلام الله- هو الحقيقة المطلقة، وكلام المفسرين لا يعدو كونه محاولة لفهم آيات كتاب الله سبحانه.
أما كلام ما يسميهم السائل بالعلماء فهو لا يعدو أن يكون فرضياتٍ أو نظريات في أحسن الأحوال. ولا يصح بأي حال من الأحوال الإستعانة بالفرضيات أو النظريات لتفسير الآيات القرآنية، ولكن قد نستخدم الحقائق العلمية الثابتة لتوضيح آية معينة..
على سبيل المثال: يقول تعالى:"لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"
فلا بأس أن نستخدم حقيقة أن الأرض كروية للتدليل على أن الليل والنهار يحلّان في نفس الوقت، ففي اللحظة التي يحلُّ فيها الليل في مكان ما على سطح الكرة الأرضية، يحل النهار في نفس اللحظة في الجهة المقابلة لها من الأرض.

إنّ نظرتنا نحن المسلمين للكون هي بلا شك أوسع بكثير ممن سماهم السائل "العلماء"، فالكون عننا لا يشمل السماوات والأرض فقط بل يشمل السماوات وما بينها والأرض ويشمل غير ذلك الكثير. وأعظم مخلوقات الله وأكبرها على الإطلاق هو العرش وقد أطلق عليه رب العزة صفة "العظيم".
وبدون ادنى شك، سنختلف اختلافاً بيناً مع من سماهم السائل "العلماء" في تعريف كلمة الكون. إذ الكون في نظر أولئك العلماء لا يعدو السماء الدنيا وما تحتويه من أجرام لأنهم لا يعترفون بأي سماء أخرى.
الآية في سورة فصلت "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين" لا تتحدث عن الأرض في مقابل الكون، بل تتحدث عن الأرض في مقابل السماوات.
وسأطرح المثال التالي -ولله المثل الأعلى- لتوضيح الأمر:
لنفترض أننا قمنا بإحضار لفة أو لفافة قماش ضخمة جداً من المصنع، ثم قمنا بأخذ قطعة صغيرة منها وصنعنا بها ثوبا. ثم قمنا بعد ذلك بصناعة سبعة مظلات ضخمة من باقي لفافة القماش. هنا نقول أننا صنعنا الثوب قبل المظلات رغم أن مادة الثوب والمظلات -لفافة القماش- كانت قد أخضِرت من المصنع في نفس الوقت.
يقول تبارك وتعالى في سورة الأنبياء:" أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا". فالله خلق السماوات والأرض متصلتين ثم تمت عملية الفتق والتعبير هنا عن فصل بمنتهى الدقة والإحكام والإبداع وليس فصلاً عشوائياً. ثم جاءت الخطوة التالية التي تحدث عنها آية سورة فصلت "
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين" فبدأ تبارك وتعالى بالأرض فشكلها في يومين -إن جازت العبارة- وجعلها صالحة للحياة في يومين آخرين. ثم استوى سبحانه إلى الجزء المتبقي من السماء بعد فصل الأرض فسواهن سبع سماوات.

يقول الأخ السائل: السؤال: لقد اكتشف العلماء ان عمر الكون تقريبا 13.5 مليار عام وانا عمر المجموعه الشمسيه والارض 4.5 مليار عام اي ان الارض والمجموعه الشمسيه تشكلت بعد خلق الكون ب 9 مليار عام وهذا ما يناقض القران .
فأجيب كما كنت قد أسلفت: إن القرآن هو الحقيقة المطلقة الثابتة الخالدة، ومهما يقول أولئك العلماء لا يعدو كونه فرضيات أو نظريات ولن يرقى ان نسميه حقائق. فاليوم يقدرون عمر الكون -الذي نختلف عليه- ب 13.5 مليار عام وغداً يقدرونه برقم اخر، وهكذا…
إن اصطلاح "الإنفجار الكبير" الذي يطلقه ما يُسمّون بالعلماء لبدء الكون، لا يولد كونا متناسقا منسجماً، ونجوماً وكواكب، بل يولّد فوضى عارمة وأشلاء متناثرة.
وصدق الله إذ يقول :" مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا"
والله تعالى أعلم وأجل.

نجم رضوان

14 سبتمبر, 2017 السؤال الثاني

أضف تعليقك

السؤال الثاني
______
كنت قد ذكرتُ أن أحد الإخوة الكرام وجّه لي مجموعة من الأسئلة يبدو أنها وُجِهت له من قِبَل أحد المشككين في الإسلام. وقد قمت بالردّ على السؤال الأول. وأدعو الله أن يوفقني للرد على السؤال الثاني هذا اليوم.

السؤال الثاني:
"قصة الخضر وموسى عليه السلام:
كان اشتراط مرافقة سيدنا موسى للخضر عليه السلام ان لا يساله عن اي شيئ يراه 
اي ان الخضر يعتبر بمثابة معلم للانبياء.
حادثة قتل الفتى خشية ان يرهق ابويه طغيانا وكفرا. 
حسب تفسير القرطبي ان الخضر قام بقتل الفتى بالسكين وفي روايه اخرى انه قام بدق رئسه بحجر حتى قتله
السؤال 
هل يجوز لنا قتل طفل بعمل لم يقترفه بعد ؟
هل تجوز هذه الطريقه في القتل؟ 
هل يبيح الاسلام قتل المرء للعمل المستقبلي؟ 
اذا كان الطفل كافر لماذا خلقه الله ؟
لماذا خلقه وبعث اليه الخضر ليقتله؟ 
هل يمكن ان يعوض الانسان بانسان اخر؟

حادثة السفينة
السفينه كان اصحابها مساكين فقام الخضر بخرقها خوفا عليها من الملك الظالم 
هل الملك غبي لهذه الدرجه لكي لا ياخذ سفينه منزوع منها خشبه واحد ة؟
الم يكن الافضل ان يحذر الفتيه من الملك الظالم؟
لماذا لم يذهب للملك ويمنعه عن ظلمه؟ "
انتهى السؤال.

أقول وبالله التوفيق: عندما نتحدث عن رب العالمين لا بدّ أن نضع في اعتبارنا ما يلي:
*أن الله "يخلق ما يشاء ويختار"
*أن الله *لا يُسأل عما يفعل".
*أن الله من صفاته العدل المطلق وأنه لا يظلم أحدا.
*الله سبحانه يتصف بالعلم المطلق والحكمة المطلقة وأفعاله تتصف بالدقة المطلقة والإتقان المطلق.

فيما يتعلق بالغلام الذي قتله الخضر فقد وُلِد على الفطرة واختار الكفر بعد بلوغه وبدأ بإرهاق أبويه.
وكلمة الغلام في اللغة العربية تُطلق على الصغير إلى أن يظهر شاربه، وتُطلق على الرجل أحيانا وعلى العبد المملوك.
وأنا أجزم أن الغلام كان بالغا واختار الكفر بنفسه ولم يولد كافرأ، وحاشا لله أن يحاسبه قبل بلوغه،
أو يحاسبه على عمل مستقبلي أو يخلقه كافراً كما يزعم السائل.
ولا بد أن أأكّد هنا أن الله عندما طلب من الخضر أن يقتل الغلام، فإن عمر الغلام -في علم الله- كان قد انتهى، 
وما قام به الخضر، فالخضر كان السبب في نهاية حياة الغلام لأن أجله قد انتهى..
أما عن كيفية القتل فلم يتحدث القرآن عنها وأقول للسائل دعك مما كُتِب عن كيفية قتله فلم يثبت فيها شيئ. 
والله الذي أمرنا أن نحسن قتل ماشيتنا هو القائل "ولقد كرمنا بني آدم" فيستحيل أن يطلب من الخضر
أن يقتل الغلام بطريقة فيها أي نوع من التعذيب.
ويسأل السائل عن إمكانية أن يُعوّض الإنسان بإنسان آخر. فأقول نعم ولمَ لا؟ فالغلام كان كافراً
وأراد الله أن يبدل أبويه بغلام أخر خيراً منه زكاة وأقرب رحما، وختم الموضوع بقول تعالى " رحمة من ربك".

فيما يتعلق بخرق السفينة، يسأل السائل :"هل الملك غبي لهذه الدرجه لكي لا ياخذ سفينه منزوع منها خشبه واحد ة؟"
أقول للسائل: لا حاجة للملك بسفينة قد خُرِقت وعلى وشك الغرق، ولدى ذلك الملك من

السفن الصالحة الكثير ليأخذها غصبا.
ويسأل السائل: "ألم يكن الافضل ان يحذر الفتيه من الملك الظالم؟
لماذا لم يذهب للملك ويمنعه عن ظلمه؟ "
فأقول: الخضر عليه السلام عبد مأمور يفعل ما يأمره به الله بلا اجتهاد، والله تعالى "يخلق ما يشاء ويختار، وقد اختار أن يتم الأمر بهذ الطريقة وهي الأنسب بكل المقاييس.
والله تعالى أعلم وأجل.
نجم رضوان

12 سبتمبر, 2017 سؤال

أضف تعليقك

وجّه لي أحد الإخوة الكرام مجموعة من الأسئلة يبدو أنها وُجِهت له من قِبَل أحد المشككين في الإسلام وسأقوم بالرد عليها تباعاً بإذن الله تعالى. وأرد ُّاليوم على سؤال واحد منها فقط، وسأتولى الرد على بقية الأسئلة تباعاً إن كان في العمر بقية.

السؤال الأول: ذكر القرآن الكريم جريان الشمس والقمر ولم يذكر جريان الأرض قال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"
وقال تعالى:"وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى"

أقول وبالله التوفيق: قال تعالى"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ "

فهذه الاية تدل دلالة واضحة على حركة الأرض وجريانها. وورود الجملة الاسمية "وهي تمر مر السحاب"يدل على دوام هذه الحالة واستمرارها مدى الدهور بلا انفكاك. 
وقوله:"صنع الله": يعني أن هذا المرور هو صنع الله. وكلمة صنع هنا تدل على إحكام خلقته سبحانه. وقد اشتملت هذه الآية – بإضافة الصنع لله – اشتملت تعظيما له وتحقيقا لإتقانه. ثم توصيفه سبحانه بإتقان كل شيء.

فهذه الآية صريحة في دلالتها على حركة الأرض ومرور الجبال معها في هذه في الحياة الدنيا. وليس يمكن حملها على أن ذلك يقع يوم القيامة كما توهم بعض المفسرين. 
فالذي يحصل يوم القيامة ليس من (الصنع) في شيء، بل هو تغيير أحوال الكائنات، وهدم نظام العالم.

ولعلّ القرآن الكريم لم يذكر جريان الأرض مع الشمس والقمر بل ذكر ذلك في سياق هذه الاية "وهي تمر مر السحاب" لأن الناس كانوا يعتقدون أن الأرض ثابتة لا تتحرك. وترك تأويل الآية لمن يستطيع فهمها.
والله تعالى أعلم وأجل.
نجم رضوان

أضف تعليقك

"قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي"

الواقع أنه لا دليل على قول عامة المفسرين عندما قالوا أن المراد بالرسول جبريل عليه السلام ولا دليل أن أثره هو التراب الذي أخذه من موضع حافر دابته، ولا دليل أن السامري اختص برؤية جبريل عليه السلام ومعرفته من بين سائر الناس، فليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون. والأصح هوأن يكون المراد بالرسول موسى عليه السلام وبأثره سنته ورسمه الذي أمر به، فقد يقول الرجل: فلان يقفو أثر فلان ويقبض أثره إذا كان يمتثل رسمه، والتقدير أن موسى عليه السلام لما أقبل على السامري باللوم والمسألة عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القوم في باب العجل، فقال : بصرت بما لم يبصروا به، أي نظرت ببصيرتي، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول، أي شيئا من سنتك ودينك فقذفته أي طرحته وتخلّيتُ عنه، فعند ذلك أعلمه موسى عليه السلام بمصيره في الدنيا والآخرة، وإنما أورد بلفظ الإخبار عن غائب كما يقول الرجل لرئيسه وهو مواجه له: ما يقول الأمير في كذا وبماذا يأمر الأمير، وأما دعاؤه موسى عليه السلام رسولا مع جحده وكفره فعلى مثل مذهب من حكى الله عنه قوله:"وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون"
والله تعالى أعلم وأجل.

أضف تعليقك

"ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ "
جاء العيد، ولعله سمّي عيداً لأنه يعود كل عام.
ورغم ما يعتري النفس من حزن وأسى على حال الأمة، فإننا نمتثل لقول الله عزّ وجلّ فنعظّم شعائر الله.
جاء العيد والمسجد الأقصى ما زال تحت نير شذّاذ الآفاق، يعيثون في أرجائه فساداً كل يوم…….
(والقدسُ يا للقدسِ في قلبي 
لها كلُّ ابتهالْ 
جالَ العدوُّ بأرضها زهواً وصالْ 
وبنو النضير تجمعوا خلفَ التلالْ).
لكنّا لا نقول إلا ما يرضي الرب ونمتثل لأمره فنعظّم شعائره، ونثق بوعده، ونزداد يقيناً بأن حال الأمة لا بدَّ أن يتغيَّر للأحسن، وأن النصر على أعداء الأمة قادم بحول الله تعالى، مهما أرجف المرجفون، وتآمر المتآمرون.
جاء العيد ونفوسنا تتوق أن يرحمنا ربنا رغم تقصيرنا البالغ، وأن يلهمنا السداد والتوفيق، وأن يعيد هذه الأمة إلى رشدها، لتعود كما كانت خيرَ أمة أخرجت للناس، إنه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم إنا نعظّم شعائرك، فاغفر لنا وارحمنا وتقبّل منا وعافنا واعفُ عنّا.
وكل عام وأنتم إلى الله أحب.
نجم رضوان