اليومَ شرحتَ لكلِّ الناسْ
من (رامَ اللهِ) إلى (مكناسْ)

وكشفتَ: لِمنْ
أمضيتَ عُقودًا
تصقلُ سيفكَ
يا عبّاسْ

هذا وقتُ الشِّدَّةِ فاخرجْ
بيمينكَ سيفٌ مصقولٌ كالماسْ

بشمالكَ حكمُ إدانةِ
منْ جَرَّمتَ بدونِ محاكمةٍ
وبلا تحقيقٍ
في ليلٍ
قد عزَّ بحلكتهِ النِّبراسْ

هذي سابقةٌ
ليس لها من قبلُ نظيرٌ 
أو مِقياسْ

فَلْيحيَ العدلُ
فليسَ سواهُ لحكمكَ
يا فاروقُ 
أساسْ

اُخرجْ لحصارِ أخيكَ
ودعْ في غرفةِ نومِكَ لِصًّا 
يعبثُ كالنَّسناسْ

لا تحفلْ باللصِّ
فماذا قد يفعلُ فيها ابنُ الأنجاسْ؟!

لنْ يسرقَ شيئًا
أنتَ ككلِّ الخلفاءِ الأطهارِ
على وشكِ الإفلاسْ

حسبُكَ خُمُسُ البَيتِ الموروثِ
وللضيفِ العادي 
ما سوفَ "يظلُّ" من الأخماسْ

والخُمُسُ كثيرٌ
يا ابنَ أبي
فاوِضهُ ولوْ عَقْدَينِ 
فإنكَ صعبُ مِراسْ

قد يتركُ غرفةَ نومكَ
إنْ تعطِهْ خمسةَ أسداسْ

أو تسعةَ أعشارٍ
لا فرقَ 
فمنْ يتفاوضْ يتنازلْ
تحكمْهُ السوقُ
وكم فيها من حوتٍ صَيّادٍ فرّاسْ

أو بِعهُ البَيتَ
وعمِّر قصرًا 
واستأجرْ أعتى الحُرّاسْ

أعلِنْ في القصرِ دُويلتكَ العظمى
واستوزِرْ كلَّ وُصولِيٍّ
لا يُنكرُ حينَ يرى الأرجاسْ

واختر للإفتاءِ سفيهًا
يا ما الأيدي والأرجُلَ باسْ

واستبعِد كلَّ شريفٍ يوجعُ رأسكَ
دقِّقْ في الأبِ والأمِّ
وفي الإخوةِ والأخواتِ
وفي الأجدادِ وفي الجدّاتِ
وفي الأعمامِ وفي العمّاتِ
وفي الأخوالِ وفي الخالاتِ
وفي الـ…
فالعِرقُ، كما تدري، دسّاسْ

واستأجرْ شُعرورًا حسّاسْ
كيما يمدحَ إنجازاتٍ
تحتاجُ لميزانٍ حسّاسْ

وادفع بالحسنى لأمير الشعراءِ 
على ما أبدعَ 
وزنَ قصائدهِ ألماسْ

إن قيلَ: فسادُكمُ أمسى
سرطانًا في شعبي يَسعى
فاقطع ذنبَ الأفعى
واستَبْقِ الرّاسْ

إن تصرخْ ساحاتُ الأقصى:
ضبعٌ في مسرى أحمدَ جاسْ

أغلقْ أذنيكَ 
بسبَّابتكَ اليمنى واليسرى
واستغشِ ثيابَكَ
ما هذا إلّا وِسواسْ

أنتَ مَلاكٌ
أرأيتَ مَلاكًا معصومًا
يستمعُ لوسوسةِ الخَنّاسْ؟!

للبيتِ إلهٌ يحميهِ
ويدافعُ عنْ قدسِ الأقداسْ

يكفيكَ خطابٌ ثوريٌّ
يلعنُ أبناءَ الكلبِ
مِنَ (الزَّيتونِ) إلى (تِكساسْ)

لكَ أنتَ مشاغلُ لا تُحصى
فاخرجْ لتُريْ عَبسًا
كم أنتَ شديدُ الباسْ

فاضربْ منْ عارضَ بـ(الصُّرمايَةِ)
قبل السيفِ
وجرِّعْ خصمكَ مُرَّ الكاسْ

أودِع في الحبسِ القلمَ
إذا في (الفيسِ)
على طَرَفٍ لجَنابكَ داسْ

إن تحبسهُ
يَستبدلْ حائطَ سجنِكَ بالقِرطاسْ

أو تدفنهُ
فسينشدُ للشهداءِ
وأهليهم
وسطَ الأرماسْ

واقمعْ من يسألُ
في خُبثٍ
عمَّنْ سمَّ (الخِتيارَ)
ومن قد علَّقَ في أعناقِ الأسئلةِ الأجراسْ

قل: إنّي أعرفهُ
لكنْ … ما زلتُ أحقِّقُ
لا أتسرَّعُ 
كي لا أندمَ
كي لا أظلِمَ
إنَّ العجلةَ
 قال المثلُ
مِنَ الوَسواسْ

قد حِرنا 
ما عدنا ندري: من أنتَ؟!
ومن أيِّ الأجناسْ؟!

ما مِنْ قائدِ شعبٍ
من قبلكَ
كبَّل وسطَ المعمعةِ
الأفراسْ

لا تخشَ الفتنةَ 
أيقِظها
واضربْ جدعَ الوَحدةِ بالفاسْ 

اُخرُجْ واذبحْ هابيلَ
وَلا ترحمهُ
وخضِّب بالدَّمِ
وبدمعِ الأمِّ المِتراسْ

لا تندمْ إن فجَّرتَ بحارًا من دمِنا
أنتَ الغطّاسْ

لا تندمْ
إنْ تستبدِلْ
بحصارِ  الأحرارِ 
مآتمَ بِالأعراسْ

كم خِلناكَ جبانًا
وبليدًا لا يملكُ ذرةَ إحساسْ!

فإذا بك أشجعُ من عنترةَ
وأحمى أنفًا من جسّاسْ

جواد يونس