الصورة من حلب .. التي هُجّر اهلها و لم يبق مَن يدفن شهداء القصف .. فبقيت أجسادهم في الشوارع تأكلها القطط .
هنا حلبُ
هنا. الأعرافُ .. تنسحبُ
هنا الوجدانُ .. يحتجبُ
هنا مِنْ عُهرِ دنيانا ..
بُعَيْدَ الموتِ .. نُغتصَبُ
هنا حلبُ
هنا الأيقونةُ .. الثكلى
و نزفُ الروحِ .. و الدفلى
و كمٌّ مِنْ جراحاتٍ ..
مدى الطرقاتِ .. تلتهبُ
هنا حلبُ
هنا الإحساسُ .. يُنتهَكُ
هنا الإدراكُ .. يرتبكُ
يجفُّ الدمعُ مِنْ هولٍ ..
مدى الأرجاءِ .. ينسكبُ
هنا حلبُ
هنا الإنسانُ .. لا مأوى
هنا الجثمانُ .. لا مثوى
وهِرُّ الدربِ مُلتهِمٌ ..
رفاةَ الحرِّ .. لا عجبُ
هنا حلبُ
هنا .. يا ساسةَ الدولِ
و كحلَ العينِ .. في المقلِ
ومَنْ في الليلِ قد بصموا ..
و صَلّوا الفجرَ .. قد شجبوا
هنا .. يا صفوةَ الفِكَرِ
و بُعدَ الحرفِ .. و النظرِ
و أهلَ الحقِّ ما قبضوا ..
أباحوا الحقَّ .. يُستلَبُ
هنا .. يا جوقةَ النِعَمِ
رجالَ الدينِ .. و القيَمِ
و طيبِ الفتوى ما شبعوا ..
و ما طابتْ .. لهمْ حِقَبُ
هنا حلبُ
هنا أرواحُنا .. تُدمى
هنا أجسادُنا .. تُرمى
هنا آثامكمْ تُجبى ..
بيومِ الدينِ .. تُحتسَبُ
_____________
ياسمين دمشقي