مهداة إلى روح الشهيد المهندس (يحيى عياش) في ذكرى استشهاده 5.1.1996

(قُمْ لِلْمُهَنْدِسِ وَفِّهِ التَّبْجيلا) *** فَأَمامَهُ خَرَّ الْعَدُوُّ ذَليلا
لا تَحْسَبوا الْمَوْتَ الزُّؤامَ مَصيرَهُ *** لَوْ صافَحَ الْعَيّاشُ عُزْرائيلا
حَيٌّ شَهيدُ الْحَقِّ يُرْزَقُ هانِئًا *** حاشاهُ يَحْيى أَنْ يَكونَ قَتيلا
بِدِمائِهِ خَطَّ السَّبيلَ مُعَلِّمًا **** جيلًا مِنَ الْأَفْذاذِ عَلَّمَ جيلا
لَيْسَ الًّذي لَعَنَ الظَّلامَ كَفارِسٍ *** بِدِمائِهِ قَدْ أَشْعَلَ الْقِنْديلا
قَدْ كانَ يَحْيى الْفارِسَ الْمِغْوارَ في الزَّمَنِ الْجَميلِ وَلَمْ يَكُنْ مَجْهولا
رَجُلٌ، وَقَدْ عَزَّ الرِّجالُ، وَصَحْبُهُ *** تَخِذوا الْجِهادَ شَريعَةً وَسَبيلا
إِخْوانُهُ في الِانْتِظارِ، فَإِنَّهُمْ *** ما بَدَّلوا مِنْ بَعْدِهِ تَبْديلا
وَلَكَمْ أَذاقوا الْمَوْتَ خَوْفًا عُصْبَةً *** عاثَتْ فَسادًا في الْبِلادِ طَويلا
صَدَقوا بَديعَ الْكَوْنِ ما هُمْ عاهَدوا *** كانَ الْوَفاءُ بِعَهْدِهِمْ مَسْؤولا
لبّى نِداءَ الثَّأْرِ لِلشَّهَداءِ في *** حَرَمِ الْخَليلِ فَدَكَّ (إِسْرائيلا)
لَبّى نِداءَ الأمِّ تَطْلُبُ ثَأرَها *** مِمَّنْ بِشَعْبي أَمْعَنوا تَقْتيلا
فَأَتى بَني الْأَفْعى بِرَدٍّ عاجِلٍ *** بِالْفِعْلِ لا بِالْقَوْلِ كانَ عَجولا
(عَيْنٌ بِعَيْنٍ) ذي شَريعَتُكُمْ وَلَمْ *** يَظْلِمْكُمُ رَبُّ الْأَنامِ فَتيلا
فَلْتَسْمَعوا مِنّا كَلامًا واضِحًا *** كَالشَّمْسِ لا يَسْتَلْزِمُ التَّحْليلا
الْقُدْسُ مِعْراجُ الْبَشيرِ وَإِنَّها *** لا تَقْبَلُ التَّهْويدَ وَالتَّدْويلا
لَنْ تَقْتُلوا أَحْلامَ شَعْبٍ صامِدٍ *** وَمُرابِطٍ لا يَقْبَلُ التَّضْليلا
قَدْ آنَ نُنْهِيْ الِاحْتِلالَ وَشُؤْمَهُ *** ما عادَ يَقْبَلُ حُلْمُنا التَّأْجيلا
_______________
جواد يونس