قلبت طرفي في أوراق ذاكرتي
وماتراكم فيها من صدى الورق
فما وجدت بتاريخ الأسى وجعاً
كما رُميت به في عصريَ النزق
وعدت أنظر في المرآة أسألني
يا وجه أيوب أين الضوء في النفق
كل الذين أتوا للبحر أوصلَهم
وأنت وحدك قد أمعنت في الغرق
أين الشراع الذي جبت البحار به
وما الذي من صواري ما اقتحمت بقي
كانت لديك عصا موسى تهش بها
على القوافل إن ضلت عن الطرق
وكنت تأمر فيها البحر إن عصفت
أمواجه فيك : يا أمواجه انفلقي
ولم يكن غير بسم الله جوهرة
على الجبين وفي عقد على العنق
ألم تكن نجمة والكل يرقبها
تشع نور هدى في عتمة الأفق
هل كان وردك في أبهى تفتحه
لو لم يرو بماء العين والعرق
ماذا دهاك وأهل الكهف ما لبثوا
كما لبثت..أحتى الآن لم تفق
وليس عندك مماكنت تخزنه
في غيهب الكهف إلا تالف الورق
قادوك للجب كان الذئب يرقبهم
شوقاً إليك بملء السمع والحدق
اما تزال تصيخ السمع منتظرا
صوتا يواسيك في دوامة القلق
وفي حماك شياطين مقنعة
وأنت تحسبها من خيرة الفرق
وكيف تنهض إن في الصدر وسوسة
فقل أعوذ برب الناس وانطلق 
_____________
عبد الناصر الشيخ علي