يا صاحـبَ الحــوض يوم العرض خذ بيدي
لمْ يبْق في الناس منْ أشْددْ به عضدي
ضاع الوفــــــاء وصـــدْقُ المخبــتين خفا
وكشّـــر اللـــؤْم عنْ حقْــــدٍ وعنْ حسدِ
صـــــــار الربيْــــــضة مفْتـــينا وسيّــدنا 
وصــــاحب العلـــــم بالأغـــلال والصفد
وصاحب المــــــــال لوْ يسْعى مصاهرةً 
وكان أرْدى شــــرار النــــــاس بالبــــلدِ
للْبــنْت قالـــوْا (وقــــدْ أعْمى بصائرهمْ 
مال السفيْه )كهذا الشهْــم لنْ تجدي
فالمـــــال صــــــار إلاهً يسْــــجدوْن لهُ 
أغْلــــى من الـــروْح والإخْـوان والـــولدِ

مدلّســـوْن و مــــاذاقوْا الحـــــلال إذا 
لـــمْ يغْمســــوْه بمـاء السحْت والمردِ
مثْل الديـــــوْك علــــى أدْران مــــزْبلةٍ 
وفـــــي الخطــوْب غثاء السيْل والـزبدِ
رأيْت خبْث غـــــروْرٍ فاغــــراً فـمـُــــــهُ 
يســـبّ جبّــــــار لـــــــمْ يوْلدْ ولمْ يلدِ
ويعْبــد الأزْعـــر المهْبــــــــول معْتصماً 
بالموْبقـــات وحبْــــل الـــذّل منْ مسدِ
فجــــــاءنا البــــيْن غــــرْبالٌ يغــــرْبلنا 
يميْــــــز مابيْــــن ميْـــموْنٍ وبيْن ردي
حتّى تبــدّتْ خيــــوْط الفجْــر كاشفةً
أنْ ليْـــس منّـــا على الغرْبال منْ أحدِ
يادار بالله قوْلـــي هل سيأتي غــدي

قـــدْ طال حمْــــلك بالأحْــــلام والرغدِ
حُمّـلْتِ كلّ عقـــــوْق الأدْعيــــاء وبي
هواجـسٌ مُــــرّةٌ مَــرّتْ علــى خَلَـدي
غاض الكــــرام وفـــاض اللـؤْم والكذبُ
واسْتكْبر العائــل المــحْروم من رشـدِ
ناجيْت ذكْــرى سريّاً كي يعـــــمدني
قــدْ جــفّ نبْعـــه منْ هَـــمٍّ ومـنْ أوَدِ
والنخْـــــــل أضحـى بلاتمْـرٍ ولا رطبٍ 
يامريم الطهـر غيْر السعْف لنْ تجدي
هذا الزمـــان لخـــبٍ جــــاهلٍ فَـــدِرٍ
له الحمــائم قد باضت على الوتــــدِ
ياليْتني متّ كي لا تشْهدي جزعي
يانخْـــلةً يبســـتْ ما لامسـتْها يدي
________________
عبد العلي محمد