يا سَيِّدي الْمُتَنَبّي لا تَلُمْ قَلَمي *** إِذا أَتاكَ حَزينَ الْحَرْفِ مُضْطَرِبا
حُروفُ شِعْري بِأَرْضِ الشّامِ قَدْ عَثَرَتْ *** وَلَمْ يُقِلْها كَريمٌ يُكْبِرُ الْأُدَبا
أَنّى يُجاري قَصيدًا أَنْتَ سَيِّدُهُ *** شِعْرٌ وَهذا زَمانٌ أَرْخَصَ الْأَدَبا
لا سَيْفُ دَوْلَتِكَ الْمَسلولُ في حَلَبٍ *** وَلا لَنا أَنْجَبَتْ بَيْداؤنا نُجُبا
عادَ (الدَّمْسَتَقُ) وَالثّاراتُ تَدْفَعُهُ *** لَمّا رَأى سَيْفَ أَعْرابِ الْخَنا خَشَبا
كَمْ مِنْ جُيوشٍ عَلى أَعْقابِها نَكَصَتْ *** وَمَرَّغَتْ في وُحولِ النَّكْسَةِ الرُّتَبا
لكِنَّها حينَ هَبَّ الشَّعْبُ مُنْتَفِضًا *** أَصْلَتْهُ نارًا غَدا في قَلْبِها حَطَبًا
كَمْ أَسْوَدِ الْفِعْلِ مَخْصِيٍّ نُسَوِّدُهُ *** وَما عَرَفْنا لَهُ أَصْلًا وَلا نَسَبا
لا الْخَيْلُ لا اللَّيْلُ لا الْبَيْداءُ تَعْرِفُهُ *** وَحَرَّقَ الشِّعْرَ وَالْأَقْلامَ وَالْكُتُبا
ما ثَمَّ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْمَدْحَ في زَمَنٍ *** مِعْراجُ أَحْمَدَ فيهِ باتَ مُسْتَلَبا
جواد يونس