لمـاذا الـكون يلفظـني لمـاذا يخافني البشـرُ ؟!
لمـاذا البـيدُ تكـرهني كذاك النهـرُ والشجـرُ ؟!
لمـاذا أعيش محـروماً لماذا يعافـني المطـرُ ؟!
لمـاذا الجـدْبُ يأكـلني وأرض العـجم تزدهرُ ؟!
لمـاذا النـورُ يغمـرهم وعنـدي يختفي القمرُ ؟!
لمـاذا لـم يعُـدْ للـرو ضِ عطـرٌ كان ينتشرُ ؟!
لمـاذا الحـزن يصحبني ومـوج الفرح ينحسـرُ ؟!
لماذا الظـلم يستـشري وسيـف الحـق ينكسرُ ؟!
لماذا أجـوع فـي بلدي ومـلءُ بلاديَ الثمــرُ ؟!
لمـاذا أبيـتُ ظـمـآناً وفـي قلبي جرى النهرُ ؟!
لمـاذا يخـونني دربـي وحـظي دائمـاً عَسِـرُ ؟!
لمـاذا الخوف يمـلأني ويسكن في الحشا القهرُ ؟!
إلامَ أظـلُّ مـصـلـوباً عـلى السَّفُّـود أستعـرُ ؟!
لمـاذا يهـدُّنـي ألمـي وليـس يفيدني الصـبرُ ؟!
لمـاذا ترعــد الدنـيا إذا ما قـمت أفـتخـرُ ؟!
بـآبـائـي وأجــدادي بمـن للحـق ينتصـرُ ؟!
وقـالوا لم يعُـدْ للعُـرْ بِ إلا الـرسمُ والحـجـرُ
لمـاذا كـل أمـجـادي يلطـخها فـتىً قَــذِرُ ؟!
لمـاذا كـل أحـلامـي يبـددها سُـدىً غَـدِرُ ؟!
لماذا الحـالُ معكـوسٌ فيشـقى مـن له فكـرُ ؟!
ويـرقـى كـل أفَّــاقٍ جـهـولٍ ليـس يعـتـبرُ
هـي الـدنيا يـداولـها إلـهُ الخـلـق يَخْـتـَبِرُ
فمن يشكرْ على النعـما فـذكـره دائمـاً عَـطِـرُ
ومن يصـبرْ على البلوى أتـاه الـخـيرُ ينهـمـرُ؟!
مـتى تـدنو لـيَ الدنيـا ويهـجرُ أرضيَ الفـقرُ ؟!
مـتى أشـدو بألحـانـي ويضـحك لي أنا القـدرُ ؟!
فـأين وكـيف أحـلامـي أحـققهـا وتشـتهـرُ ؟!
….. ….. ….. 
وتبـقى عـندي أسـئلـةٌ ليـومٍ فـيـه أحـتضـرُ
يحـار أمـامـها عقـلـي ويشـكو هـولَها البصـرُ
فيـأتي المـوت يحصـدها فـلا يبـقـى لهـا أثـرُ
شعر:ابراهيم عبد العزيز السمري