2 مارس, 2014 وبفكرهم سهم الضّياء أصابا
كــنّـا نـــرى مـــاءَ الـحـيـاةِ سـرابـا … والــبــيـدُ نــبـصـرُ رمــلَـهـا أعــنـابـا
كـنّـا نــرى الـخـذلانَ خـيـرَ وسـيلةٍ … ونــــرى لِــقـمّـةِ عــارنــا أســبـابـا
ونـهـيمُ فــي وحـلِ الـتخبّطِ إذْ بـدا … ونـشـدُّ فــي طـلـبِ الـهـوانِ ركـابا
ونــخـضُّ سـاعـات الـزمـان بـلـهونا … ونـعـبُّ مــن سُــمّ الـفـراغِ شـرابـا
بــلـذيـذِ غـفـوتِـنـا نــغـازلُ شـعـبَـنا … ومــــن الــرمـادِ نُـكـحّـلُ الأهــدابـا
ونـــعــودُ نــغـنـمُ بـالـكـآبـة كــلـمـا … ظـــنُّ ابـتـسـامتِنا بــنـا قـــد خـابـا
فــســل الــمـنـامَ فــإنـه مـيـدانُـنا … وســل الـنـعاس تـجـدْ لـديه جـوابا
مــن مـقلة الـفشل الـذريع حـياتُنا … تــبــدو لـنـاظـرها الـكـئـيبِ خــرابـا
و نــــرى الــحـوارَ تـخـلّـفا ورذيــلـةً … ونـــرى الـفـضـيلةَ مـنـطـقاً كــذّابـا
ونــشــقّ صـــفّ لـقـائـنا بـخـلافـنا … ونــبــاعــدُ الـــخــلان والأنــســابـا
بـــدوافــع الــبـغـضـاء لا بــمـحـبـةٍ … رحــنــا نــؤســسُ بـيـنـنـا أحــزابــا
ونــــرى الأحــبّـةَ مـثـلـما أعــداؤنـا … والـغـاصـبـون غــــدوا لــنـا أحـبـابـا
ونـــرى الــبـلادَ تـمـزّقـت أطـرافُـها … والـبـغـض ســـنّ لأهـلـهـا الأنـيـابـا
والـتـيـن والـزيـتـون يـنـكـر بـعـضُـهُ … بـعـضـا.. ويـصـبـحُ بـعـضُـه حـطّـابا
نـتـوسّـل الـمـنفى الـبـعيد يـعـيدنا … فــيـلـفُّ طــاحـونُ الــنـوى دولابـــا
نـتـوسـل الـتـغـريب قـــاربَ نـجـدةٍ … ونــعـيـش فــــي أوطـانـنـا أغــرابـا
فــمَـنِ الـمـعاتبُ نـحـن أم أوطـانـنا … ومَـــنِ الـمـلـومُ إذا ضـمـيرُك غـابـا
مِـن خَـشيةِ الإسـرافِ في نَظَراتنا … رحـنـا نـهـيلُ عـلـى الـطـموحِ تـرابا
حــتـى إذا بــلـغ الـضـيـاعُ أشــدَّه … والــكـربُ أصــبـحَ بـطـشُـهُ غــلابـا
لا نـخـوتـي تـقـضي بــردّ حـقـوقِنا … وتــــردّ عــــن إنـسـانِـنـا الإرهــابــا
حـتـى إذا ضــاق الـفـضاءُ بـحـلمنا … والــحـلـم أغــلــقَ دونــنـا الأبــوابـا
حــتـى إذا روح الـعـزيـمة أُزْهِـقَـتْ … وغــدا الـتـأملُ فــي الـحـياة عـذابا
وجـــرى الــرهـانُ مـؤكّـدا أوصـافـنا … بــسـمـوم فــكـرٍ خـــدّر الأعـصـابـا
لا تـطـنـبوا فـــي الـــزّور إنّــا أمّــةٌ … تــركَـتْ حــديـثَ الـــزُّورِ والإطـنـابـا
مــا عـاد مـسمعُنا الـطروبُ بـبثكم … يـصـغي إذا ابـتـدع الـكذوبُ خـطابا
مـــا عـــاد يـرعـبـنا الـنـبـاحُ بـلـيلةٍ … نـشـرتْ عـلـى مــدّ الـظلام كـلابا
فـالليل يـخشى من مخاض عذابنا … مـتـرقّـبـا مــــن رحــمــه الإنـجـابـا
قد أشرقتْ شمسُ الشبابِ بأرضنا … وبــــدا صــبــاحُ الـثـائـريـن شـبـابـا
وتـعـطّـشَتْ أرواحــنـا حـتـى أتــوا … بـشرى تـردّ إلـى الـعطاش سحابا
بـتـضافر الـجـهد الــذي بـذلـوا لــه … ســيـخـطُّ جــيـلُ الـثـائـرين كـتـابـا
فـاسـتاءتِ الـظـلماءُ مــن أنـوارِهم … وتــوعّـدتـهـم بـالـجـحـيـم عِــقــابـا
سـيـعاقبُ الـتـاريخُ فــي صـفحاتِه … ســطـرا ذمـيـما يـسـتحقُ سـبـابا
سـطـرا أعـدّ لـنا الـحرابَ ومـا درى … أنّ الـحـقـيـقـةَ لا تـــهــابُ حــرابــا
كــم شـعلةٍ قـد سـبّحتْ أضـواؤها … وأنـــــارتِ الــســنـواتِ والأحــقـابـا
كـــمْ عــالـمٍ قـــد أبـدعَـتْـهُ بـلادنـا … كــم شـاعرٍ فـي حـسنها قـد ذابـا
كـــم نــابـغٍ ومـهـنـدسٍ.. ومُـعـلّـمٍ … مـــــا زال يـــرْفــدُ لــلـعُـلا طُــلابــا
كــم نـاسـك غُـفـرَتْ جـميعُ ذنـوبِهِ … واشــتــمّ رائــحــة الــبــلاد فـتـابـا
مـن تـربة الوطن المروّى من دمي … أنــا قــد رسـمـتُ جـمـالَها الـخلابا
بــيـن الـتـطـور والـشـبـاب عـلاقـةٌ … ولــصــدّهـا لا يــمـلـكـون حــجـابـا
برؤى الشباب قد انتشلتُ بصيرتي … وبـفـكـرهم سـهـمُ الـضـياءِ أصـابـا
اشرف حشيش