هي الدنيا بعين المرء تزهو
كأنثى أغرت الرجل الرشيدا
هي امرأةٌ تزيّن في دهاءٍ
غدائر شعرها ثغرًا وجيدا
هي الدنيا تصيّره تقيًّا
إذا شاءت وتجعله الرشيدا
وإن دارت وجارت لا تبالي
وتطحن عمره طحنا وئيدا
هي التفاحة الأشهى وأفعى
توسوس في ضمير الطهر زيدا
نصدّق أنّ فيها قصر كسرى
ونمتلك الخورنق والعبيدا
وتغرينا فتمطرنا بأنسٍ
وتَظهر للملا خِلًّّا ودودا
وترمينا بقاع اللحد عظما
ينازع عتمةً فيه و دودا
ونقطف من شفاه الغدر شهدًا
فنلفي في خوابينا الصديدا
ولا نلوي على بخسٍ وتلوي
ذراع العمر توهنه قيودا
تصافحنا بيمناها تولّي
لنا ظهرا وتطعننا شديدا
هي الدنيا بها شوقٌ وتوقٌ
وإغراءٌ وإغواءٌ أُريدا
فكم أغرت وكم أغوت وسادت
وكم أفنت رعاديدًا وصِيدا
هي الدنيا فيا إنسان ذرها
ستهدم للورى ما قد أُشيدا
وتبكي حين لا يجدي بكاءٌ
ويغدو الموئل الأحلى اللحودا
فهادن يابن آدم لا تعجّلْ
ولا تطلب بها عسلا وغيدا
وثق في الجنة العليا حياةٌ
وآخرةٌ ستحياها سعيدا
___________
لورين رسلان القادري