العينُ تذرفُ دمعاً من مآقيها * أحجارُكِ السودُ نورٌ في لياليها

حمصً العديّةُ نورُ الله قبلتُها * تلأْلأَ الذْكْرُ والآياتُ من فيها…

ياقبرَ خالدَ ، جُنْدُ اللهِ تكلؤُهُ * قبلَ الفرائِضِ صلّوا ركعةً فيها

دمشقُ مالتْ على مجدٍ تُقبِّلُهُ * تمايَلَ المجدُ في ثغرِ الهوى تيها

نصبْتُ خيْمةَ أفراحي على جبلٍ * و رُحْتُ أجني صدى أحزانِ واديها

حورانُ في روضة الأحلامِ سنبلةٌ * شلّالُ سحرٍعلى أكتافِ جانيها

وهذه الكفُّ قد مُدَّت إلى بلدٍ * تجتثُّ عينَ الردى من وجهِ باغيها

عينُ الفراتِ وديرالزورِ شاهدةٌ * كم من جرارِ الهوى سالت نواحيها

والعودُ يُبدِعُ ألحاناً برقّتِها * لابنِ الرشيدِ تغنّى في روابيها

بلقيسُ صارتْ بِصدرِ الشمسِ أُغنيةً * أهدتْ لِها الشمسُ عِقداً من لآليها

يا حاديَ الشعرِ قلبي في جزيرتِها * في هوْدَجِ الحبِّ صارَ القلبُ حاديها

حجارةُ القلعةِ الشهْباءَ موجَعةٌ * منْ صحوةِ الجرحِ في أعطافِ بانيها

كمْ أشعلَ الزيتُ قنديلاً بِظُلْمَتِها * و فتَّقَ الليلَ مهزوماً مآقيها

للهِ درُّكِ يا ناعورةً سكبتْ * عُصارةَ القلبِ في شِرْيانِ عاصيها

لو دندنَ العودُ للشطآنِ أُغنيتي * نوارسُ الحبِّ في أروادَ تُلقيها

يا شامُ من حبِّك الأرواحُ مابرِحتُ * أو تذهبُ الروحُ في شوقٍ لباريها

ما أسوأالعيشِ في جناتِ مُغْتَرَبٍ * ما أطيبَ العيشَ لو تحنو فيافيها ! !

هيام عبد الكريم الأحمد