نَزَفْتُ الشِّعْرَ مِنْ شَغَفي *** بِمَجْدٍ كانَ لِلسَّلَفِ
وَمِنْ أَلَمي لِما آلَتْ *** إِلَيْهِ حالَةُ الْخَلَفِ
سُيوفُ الْعُرْبِ قَدْ أَمْسَتْ *** مِنَ الْآثارِ وَالتُّحَفِ
وَأَمْجادُ الْجُدودِ غَدَتْ *** إِذا ذُكِرَتْ مِنَ الطُّرَفِ
مَعيشَةُ شَعْبِنا ضَنْكى *** وَمَنْ حَكَموهُ في تَرَفِ
وَكَمْ مِنْ جائِعٍ فيهِ *** وَهُمْ يَحْيَوْنَ في سَرَفِ
وَكَمْ طِفْلٍ بِلا مَأْوًى *** وَعافوا كَثْرَةَ الْغُرَفِ
وَلَسْتُ مُبَرِّئًا نَفْسي *** مِنَ التَّقْصير وَالتَّلَفِ
وَعُذْري أَنَّني أَسْعى *** إِلى الْأَمْجادِ وَالشَّرَفِ
وَأَبْذُلُ جاهِدًا وُسْعي *** بِلا كِبْرٍ وَلا صَلَفِ
دُموعُ يَراعَتي تَهْمي *** لِهَوْلِ الْجَوْرِ وَالْجَنَفِ
وَما نافَقْتُ في زَمَنٍ *** بِهِ الْأَشْعارُ كَالْعَلَفِ
وَما هَمّي رِضى مَلِكٍ *** وَلا بِمَديحِهِ كَلَفي
فَلا بِمَناصِبٍ طَمَعي *** وَلا أَرْنو إِلى زَلَفِ
وَما إِعْجابُ أَصْحابي، *** وَإِنْ أَشْكُرْ لَهُمْ، هَدَفي
وَكَمْ أَنْشَدْتُ مَنْ قالوا *** صَدَقْتَ، فَقُلْتُ: لِلْأَسَفِ!
________________
جواد يونس