فجرٌ يداعبُ مهجتي وخيالي
فجرُ العروبةِ عَزَّ بالترحالِ
يا فجرُ طالَ الهجرُ منكَ وهَدَّني
بُعْدُ المنالِ وقدْ أطلتُ مقالي
يا أمَّةً سئمَ الكلامُ ترددا
وتنازعتْ كلُّ الحروفِ ببالي
لو قلتُ أصمتُ لا أطيقُ مرارها
أو قلتُ قولاً لا أراكِ تبالي
يا أمتي قد حِرتُ من فعلٍ أنا
خ عزيمتي وتثاقلتْ أحمالي
تعبَ الفؤادُ من الترددِ والخنا
زمناً هناكَ فهل أُجيبَ سؤالي ؟
أين العروبةُ في ضحاها مشرقا؟؟
أين الأباةُ وأين فعلُ رجالي؟؟
أنّتْ من النكباتِ نفسٌ أُرهِقَتْ
في مهدها وتقطَّعَتْ أوصالي
وتكاتفتْ حِممُ الليالي ضدّنا
في ثوب حزنٍ قد أضاع منالي
يا أمةً ضاع الشريفُ بدربها
أمستْ تئنُّ من الجوى أحوالي
وتعاقبتْ أزمانُ ذلٍّ حولنا
أضحى الفَتِيُّ ينوءُ بالأثقالِ
لم أنسَ عزَّاً في ضحاكِ مشرقا
يمسي ويصبحُ ساطعاً بخيالي
سأظلُّ حُرّاً في هواكِ مُغَرِّدا
وتطيبُ من سعدِ النُّهى أفعالي
_____________
محمد الكسباني