-أرواحنا
سربٌ من الزفرات 
حار بها الزمانْ
-ودموعنا 
خفقات أفئدةٍ 
يضيق بها المكانْ
-من أي شيئٍ 
يا ليالي البينِ
يشكوا المبعدون
بكلِّ آنْ
-وبأي شيئٍ
تُدفعُ العبراتُ
إن حنَّ المفارقُ
واستكانْ
-ومتى
سينقشع الضباب
وينجلي 
عن درب أحلامٍ 
تراودنا الدخانْ
أطلق عنانكَ
أيها الشجن القديم
فها هنا ذبح الكلامُ
ولم يعد للشوق
في فمه لسانْ
-أطلق عنانك 
لا تهب شيئاً 
فكبتُ الشوق مهلكةٌ
ولن تنجو 
إذا ما ظل مقبوض العنانْ
-إنَّا هنا غرباءُ
يعرفنا الأنين
وتقتفي آثارنا الأحزان 
منفيون 
نبحث في جَهنَّمَ 
عن أمانْ
-متيبسون 
كما الحجارةِ
لا نلينُ 
ولا نكفُّ عن الأنينِ
وكلنا
متكبرون 
نذوق الوان الهوانْ
-إنا هنا 
برءاء من قول الحقيقة
من يسل عنا
سنخبره 
بأنَّا منعمون 
بخير حالٍ
لا نُذَلُّ 
ولا نُهانْ
-وبإن سربال الكرامةِ
لا يفارقنا
وعزتنا تصانْ
-سنقول أنا 
في بلاد الغُرْبِ
شجعانٌ
وما منا جبانْ
-برءاء من قول الحقيقة
منذ قدَّرنا
بأنا 
في ديار الغير 
ندرك ما تفلت 
في السنين الماضيات 
من الأمان
شرُّ البليةِ
أن تفارق مرغماً 
فيطولُ بعدك عن ذويك 
وينقضي عام 
وتتبعه سِنِيُّ أربعٌ
وثلاثةٌ أخرىٰ
فيطوىٰ كلُّ سعدكَ في ثمانْ
ويموت قلبك 
في ثمانْ
شرُّ البليةِ
أن تعيش بلا جَنَانْ
___________
أبو مالك المجيدي