ألا لـيـتَ شـعـري هــل أبـيـتنَّ لـيـلةً .. 
بـدون انـشغالٍ فـي الـفؤادِ وفـي الـفِكْرِ

ولــســتُ بـلـيـلـى أو بـثـيـنـةَ هـائـمًـا .. 
ولا بـالـمـها بــيـن الـرصـافـة والـجـسْـرِ

ولـكـنـهـا ســيـارتـي، بـصـراحـةٍ .. 
أرى أنــهـا يـــا قـــومُ قـــد قــصـرت عُــمـري

تـراهـا، فـتـبدو كـالـخروفِ وديـعـةً* .. 
ولـكـنها فــي الــرأي أقـسـى مـن الـصخرِ

تـخـالـفني فـــي كـــلِّ أمـــرٍ أُريــدهُ .. 
فـتـحرقُ أعـصـابي فـأخـرجُ عــن طــوري

فــلـو أبـتـغـي تـسـيـيرَها لـتـوقَّـفَتْ .. 
ولـــو أبـتـغـي إيـقـافها أسـرعـت تـجـري

يــغـيـبُ بــهـا (الـبَـنـزينُ) والــزيـتُ ضــائـعٌ .. 
كـــأنّ بــهـا بـالـوعـةً دونــمـا قــعـرِ

إذا شـئـتُ أن أقـضـي بـها بـعضَ حـاجةٍ .. 
ركِـبتُ بـخوفٍ كـالمَسوقِ إلـى الـقبرِ

وأبــــدأُ بــاسْــمِ اللهِ أتــلــو مُـتَـمـتمًا .. 
بــآخـرِ آيـــاتٍ حَـــوتْ ســـورةُ الـفـجـر

أُديـــر بــهـا الـمـفـتاحَ دونَ نـتـيـجةٍ .. 
فـأطـلـبُ عـــون اللهِ فــي الـسـرِّ والـجـهرِ

(تُـوَنْـوِنُ) فــي لـطـفٍ، وتُـطـفِئُ فـجـأةً ..
 فـتُـدخِلُني فــي لُـعـبةِ الـقـطِّ والـفـأرِ

فـأهـتفُ: يــا شـبـانُ هـيّـا فـآجِـروا .. 
فــإنّ لـكـم فــي (دَفـشِـنا) أعـظـمَ الأجــرِ

فـيـندفعُ الإخــوانُ فــورًا لـنـجدتي .. 
وقــد عـجبوا مـن طـول بـالي ومـن صـبري

فــإنْ (عَـشَّـقَتْ) صــاحَ الـشـبابُ وهـلَّـلوا .. 
وقــد رسـمت أيـديهمو رايـةَ الـنصرِ

أقــول لـهـا فــي لـحـظة مــن تـفـاهمٍ : .. 
ألا تـتـقينَ اللهَ فــيَّ وفــي أمــري ؟

تُـضـيعينَ مـصـروفَ الـعـيالِ بـلـمحةٍ .. 
صـرفـتُ عـلـيكِ الـمـالَ بـالـشفعِ والـوَتْرِ

فهل أنَا (دودي)* في العقاراتِ والغنى .. 
وهل نَفْطُ (فَهْدٍ) من ورائي وما أدري ؟

فـكُـفِّي عــن الـتـصليحِ شـهـرًا لـعلَّني .. 
أريـحُ، فـترتاحُ (الـكراجات) مـن شـرِّي

وكـونـي كـسـياراتِ قــومٍ عـرفـتُهُمْ .. 
كـمِـثْلِ بـسـاطِ الـريـحِ فــي رقَّــةٍ تـجري

أم الـنـحـسُ مــوقـوفٌ عــلـيَّ مـفـصَّلٌ .. 
وَهُــمْ ولـدتـهُمْ أمُّـهُـمْ لـيـلةَ الـقـدرِ ؟

فــإمـا قـصـرتِ الـشـرَّ دون تــردُّدٍ .. 
وإلا، فـفـي سِـلْـمٍ ( تَـحِـلِّينَ عــن ظـهـري)

فـقـالت: لـقد جـاوزت حـدَّك يـا فـتى .. 
تـماديتَ فـي لـومي كـثيرًا وفـي زجـري

أتـحـسبُ أنــي يـا غـبيُّ سـعيدةً .. 
بـأنْ أُبـتلى بـالعيشِ فـي (حـظك الـفقري)

أأشــبِــهُ ســيــاراتِ قــــومٍ ذكـرتَـهـم .. 
تـكـلِّـفُني مـــا لا أطــيـقُ مـــن الأمـــرِ

فـكـلُّهمو يــا بــاردَ الـوجـهِ (مُـقـرِشٌ) .. 
يُـحَـصِّلُ فــي يـومٍ مـعاشكَ فـي شـهرِ

بــل اشـكُـرْ إلــهَ الـعـرشِ أنَّــكَ حُـزتـني .. 
فـمـثلي كـثـيرٌ عـندَ مـثلِكَ لـو تـدري

وحـسـبُكَ حـنـطورٌ قـديـمٌ مـهـلهَلٌ .. 
أو اركــبْ حـمـارًا دون حِـلْسٍ عـلى الـظهرِ

ألَــــمْ تَــرْتَـضِ الـتـعـليمَ سِـلْـكًـا ومـهـنـةً .. 
فــذلـك حُــكْـمٌ بـالـتـعاسةِ والـفَـقْـرِ
__________
شعر:خالد نزال