سَلاماً يا عَصافيرَ الْجَليلِ *** وَيا عِنَباً كَشَهْدٍ في الْخَليلِ
وَيا بَحْراً يُراقِصُ خَصْرَ يافا *** كَصَبٍّ جُنَّ بِالْخَصْرِ النَّحيلِ
وَيا مَهْدَ الْمَسيحِ وَمَنْ تَسامى *** عَلى الْبَغْضاءِ بِالْحُبِّ النَّبيلِ
وَيا وَطَناً يُحاكي وَجْهَ أُمّي *** أَحِنُّ إِلَيْهِ في لَيْلي الطَّويلِ
حَمَلْتُ الْقُدْسَ في سَفَري وَحِلّي *** بِقَلْبي مِثْلَما صَبْري الْجَميلِ
كَأَوَّلِ حُبٍّ الْوَطَنُ الْمُفَدّى *** وَلا يُمْحى بِهَجْرٍ أَوْ رَحيلِ
كَما ثَأْرٍ لِمَقْتولٍ بِظُلْمٍ *** وَلَمْ يُدْرِكْهُ بَعْدُ أَخُ الْقَتيلِ
بَكَيْتُ عَلَيْهِ وَالدَّمْعاتُ حَرّى *** جَرَتْ كَالنَّهْرِ في قَلْبي الْعَليلِ
بَكَيْتُ عَلى رُؤىً ذَبُلَتْ وَضاعَتْ *** وَدَرْبٍ ضَلَّ مِنْ قَبْلِ الْوُصولِ
عَلى آلامِنا كَمْ داسَ نَذْلٌ *** عَلى وَقْعِ الْمَعازِفِ وَالطُّبولِ
وَلَمْ يَعْبَأْ بِآلافِ الضَّحايا *** وَلا دَمْعِ الزُّهورِ وَلا الْعَويلِ
وَلا آهاتِ أُمٍّ في اشْتِياقٍ *** لِأَسْرى الْعِزِّ وَالْمَجْدِ الْأَثيلِ
وَلا مَنْ أُبْعِدوا جَوْراً بِلَيْلٍ *** عَنِ الزَّيْتونِ في أَبْهى الْحُقولِ
وَلا مَنْ طورِدوا كَفَراشِ رَوْضٍ *** وَما عَبِئوا بِوَغْدٍ أَوْ عَميلِ
وَيَسْأَلُني فُؤادي كُلَّ حينٍ *** وَلَمْ يُنْكِرْ جَوابي أَوْ دَليلي
أَأَمْسى سُلَّماً شُهَداءُ شَعْبي *** تَسَلَّقَهُ انْتِهازِيٌّ وُصولِيْ؟!
 جواد يونس