وسارقُ الشعرِ لا دينٌ ولا أدبُ
وظنُّهُ بعدَ طولِ العهدِ، يُكتسبُ
وما ارعوى وجموعُ النّاس تبصقُ في
وجهٍ تَبَلّدَ أفنى ماءَهُ الكذِبُ
كنّيتَ باسمكَ آياتٍ نزلْنَ هدىً
فما حفظتَ لها بالحُمقِ ما يجبُ
يا سارقاً من بناتِ الفكرِ أكرمَها
هذا دليلٌ بأنَّ العقلّ يُنتكبُ
فكيفَ يا مارقاً من كلِّ مَكرُمَةٍ
ترضى لنفسكَ ما لا يرتضي الحَسَبُ
فهلْ تمكّنَ منكَ الحُمقُ أو عَمِهَتْ
فيكَ البصيرةُ فاستمرأتَ ما كتبوا
هذي بناتُ عقولٍ نورها قبسٌ
من وحيِ ربّكَ ، تاج دونهُ الذّهَبُ
وأنتَ أنتَ قعيدٌ ليسَ تبلُغُها
مكانةً من أخي الأمجادِ ، تُرتقبُ
تباً لمثلكَ من عاشوا ومن نفقوا
فكُلّهمْ في ديارِ الفضلِ مغتَرِبُ
هَدَرْتَ حقاً لأصحابِ العقولِ فلا
ترجُ المكانةَ يا من عقلُهُ خَرِبُ
تُريدُ سُمعةَ فذٍّ ما عملتَ لها
فكانَ أهونَ ما ياتي بها السّلَبُ
رُدَّ الحقوقَ إذا ما رمتَ منزلةً
واعملْ لنفسكَ داراً ما بها عطَبُ
واطلقِ الجُهدَ وانعم فيه من عملٍ
خيرُ من الشّعر بالأُفّاكِ يُنتهَبُ
___________
حسن كنعان