طلبت مني ابنتي اقصيدة أرد بها على قصيدة ايليا أبو ماضي المعروفة و الذي يضعنا في مدينة فاضلة…..
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما …..وحلاوة إن صار غيرك علقما 
فقلت لها يابنتي سأكتب ولكن بطريقتي فكتبت….

خَبَثُ الأفَاعِي يَابُنَيَّةُ خَيَّمَا
مُدَّتْ إلى حَتْفٍ تُواعِدُهُ الفَمَا
لا تَطلُبَنَّ منَ الحَياةِ حَلاوَةً
هيَ حَنظلٌ مُذْ صَارَ شَهْدُكَ عَلقَمَا
كَانَتْ حَيَاةً عِنْدَ بَدْءِ خَليقَةٍ
قَدْ لُوِّثَتْ وَ الغَيْثُ سُمٌّ إنْ هَمَى
أمَّا الكُنُوزُ فَلمْ تُوَزَّعْ شِرْعَةً
سُرَّاقُها جَعَلُوا الحَيَاةَ دَراهِمَا
هَلْ يَا تُرى سَرَقتْ سَمَائِي الأنْجُمَا ؟
وَ السُّمُّ أضْحَى فِي الخَليْقَةِ بَلسَمَا
ضَوْعُ الزُّهُورِِ يَفُوحُ كُلَّ صَبِيحَةٍ
زَمَنُ الحَدَائِقِ وَ الزُّهُورِِ تَصَرَّمَا
أمَّا البَلابِلُ فَالرَصَاصُ غَرِيْمُهَا
شَدْوُ الحُرُوبِ يُمُيْتُهَا مُتَرَنِّمَا
مَاتَ الشُّعُورُ عَلى مَشَارِفِ عَيْشِنَا
وَ النَّاسُ فِيْ سُكْرٍ وَ تَبدُو كَالدُمَى
الكُوخُ مَأوَى نَازِحٍ مُتَشَرِّدٍ
وَ الحُبُّ بِالزَّمنِ الحَزِيْنِ تَبَرَّمَا
و الشَّامُ تَنزِفُ وَ الذِّئَابُ تَحُوْطُهَا
والغُوْطَةُ الشَّماءُ قدْ مُلئَتْ دَمَا
يا لَلفجيعة كَيْفَ تَبْدُوْ حَالُنَا
و الليلُ يَبكِي عَاشِقًا مُتَألمَا
وَ الهَمُّ ألقَى فِي النُّفُوسِ جِرَانَهُ
فِيْ كُلِّ يَوْمٍ يَسْتَزيْدُ تَجَهُّما
لَاتَسْكَرَنَّ مِنَ الكُؤُوسِ فَوارِغًا
مِنْ دُونِ خَمْرٍ كَانَ كَأسِي وَاهِمَا
جسَدُ الطفولَةِ أنْفُسٌ مُلْتَاعَةٌ
لَا شَيْءَ يَغْذُو لَحْمَهَا وَ الأعْظُمَا
فالحُبُّ فيْ زمنِ الحروبِ لِجَاهِلٍ
وَ أنَا الفَهِيْمُ غَدَوْتُ فِيْهَا مُجْرِمَا
حَيْرَانَ فِيْ دُنْيَا الجَهَالَةِ بَائِسًا
عَزَّ الّذِي فَهِمَ الأمُورَ وَ فَهّمَا
عَيْنُ الغَبَا أنْ تَسْتَجِيْرَ بِجَاهِلٍ
مَنْ ذَا يُبَصِّرُ مَنْ تَوَلَّاهُ العَمَى
وَ أَخُو الجَهَالَةِ مِثْلُ أرْضٍٍ حَرَّةٍ
مَا ثَمّ خَيرٌ فِيْ نَواحِيْهَا نَمَا
مَاعَادَ أنْسٌ نَسْتَرِيْحُ بِظِلِّهِ
وَالشَّوكُ أوْدَى بِالهَنَاءِ وَ دَمْدَمَا
وَ يَهُزُّنِيْ سُؤْلٌ بِعَيْنَيْ طِفْلَتِيْ
نَارٌ تَلظّى فِيْ الحَشَاشَةِ أضْرِمَا
أَتَعُودُ أَيَّامُ السَّعَادَةِ يَا أَبِيْ ؟
فَأجَبتُ يَارُوْحِيْ_فَدَيتُكِ_ رُبَّمَا
_____________
محمد سعيد العتيق