قست النوائب , وكلّت القلوب .. وكلما استبشرنا خيرا بالخروج من نفق العتمة .. فوجئنا بخيبة أمل تحول بيننا وبين تطلعاتنا .. وتعود بنا للوراء لحقب الذل والهوان .. محرومون نحن من أن نبتسم كما يبتسم الناس .. علما بأن العرب هم من خلعوا أسماء البسمة على أبنائهم .. لينادوهم بها فكان منهم (( الضحوك .. والبسام .. وطليق .. وبشر…. إلخ )) ترى أين دلالة هذه الأسماء فينا بعد أنْ حفرت سنوات البؤس أخاديدها في وجوهنا ؟ وصار بعضنا يغيض البعض الآخر بنفس منشرحة .. ويحرّض على الخلاص منه بشراهة ويحرص على قهره في الوقت الذي يخطط له عدوه بفنائه
ما أحوجنا أن ندعو للابتسامة من جديد لنرد عن وجوهنا ألم الكآبة وما أحوجنا أن ندعو في أشعارنا للمحبة التي غدت مستحيلا من مستحيلات حياتنا .. وما أحوجنا للترويح عن قلوبنا بكتابة قافية تدعو للسماحة .. تتغنّى بالشهامة .. تحث على الفضيلة والوحدة بنيّات سليمة بقلوب مطمئنة وبسريرة نقية
أشرف حشيش