مِنْ نُقْطَةِ الصِّفْرِ أَتْقَنّا الْحِواراتِ *** فَلا تَفاوُضَ يُنْهي قَطُّ مَأْساتي
عِشْرونَ عاماً مَضَتْ وَالْوَعْدُ يُخْلِفُهُ *** لِشَعْبِيَ الْحُرِّ أَرْبابُ السِّياساتِ
عِشْرونَ عاماً مَضَتْ وَالْأَرْضُ يَقْضِمُها *** في كُلِّ يَوْمٍ عَدُوّي مِثْلَ فَأْراتِ
وَما تَبَقّى لَنا أَرْضٌ لِنَعْمُرَها *** فَهَلْ سَنَرْضى بِأَشْباهِ الدُّوَيْلاتِ؟
عِشْرونَ عاماً أَيا قُدْسَ الْبَها ارْتَحَلَتْ *** وَالْمُسْلِمونَ غُثاءُ السَّيْلِ مَوْلاتي
فَها هُوَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصى يُدَنِّسُهُ *** في كُلِّ يَوْمٍ عُلوجُ الْغاصِبِ الْعاتي
قَدْ قَسَّموهُ وَكُلُّ الْعُرْبِ لاهِيَةٌ *** كَأَنَّما الْقُدْسُ في أَقْصى الْمَجَرّاتِ
كَأَنَّما الْقِبْلَةُ الْأولى لَنا وُضِعَتْ *** وَلَمْ تَكُنْ قِبْلَةَ الْمُخْتارِ ساداتي
كَأَنَّما سورَةُ الْإِسْراءِ قَدْ تُلِيَتْ *** عَلَيَّ وَحْدي، كَأَنَّ الْآيَ آياتي
عِشْرونَ عاماً مَضَتْ وَالْوَهْمُ بَدَّدَهُ *** شَبابُنا، الْأُسْدُ دَوْماً في الْمُلِمّاتِ
في الْقُدْسِ ها هُمْ أَذاقوا الْوَغْدَ عَلْقَمَهُمْ *** وَفي الْقِطاعِ لَكَمْ ذاقَ الْمَهاناتِ
يُذَكِّرونَ عَدُوّي بِانْتِفاضَتِنا *** هَيْهات يَنْسى أَعادينا انْتِفاضاتي
فَهَلْ نَبيعُكِ يا أَحْلامَ أُمَّتِنا *** وَنَشْتَري بِالْهُدى شَرَّ الضَّلالاتِ؟
تَجَبَّرَ الْغاصِبُ الْباغي وَعُصْبَتُهُ *** وَزادَ صَمْتُ أَخي نَزْفاً جِراحاتي
بَيْني وَبَيْنَ أَخي مِلْحٌ وَأُغْنِيَةٌ *** تُعيدُنا إِنْ نَسينا لِلْبِداياتِ
بَيْني وَبَيْنَ أَخي جُرْحٌ تُضَمِّدُهُ *** أُمّي بِمِنْديلِها قَبْلَ الضِّماداتِ
بَيْني وَبَيْنَ أَخي نَهْرٌ سَنَعْبُرُهُ *** يَوْماً قَريباً وَنَجْتازُ الْمَخاضاتِ
لَنْ نَبْلُغَ النَّصْرَ إِلّا بَعْدَ وَحْدَتِنا *** إِنَّ الْهَزائِمَ عُقْبى لِلْخِلافاتِ
بِحَبْلِ رَبّي أَيا إِخْوانَنا اعْتَصِموا **** فَفَجْرُ شَعْبي وَإِنْ طالَ الدُّجى آتِ
(إِنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ) فَلا تَهِنوا *** سَيولَدُ الْفَجْرُ مِنْ رَحْمِ الْمُعاناةِ
_______________
جواد يونس