ما كانَ للزيفِ وجهٌ يَحْجبُ الشَّمْسا
لكنَّ فَرطَ الخَنا قدْ يُنطق الخُرْسا
لَمْ تَنْحَني عَهْدُ للمُحْتَلِ وانْتَفَضَتْ
وابْنُ الخِيانَةِ عَبْدٌ طَأْطَأَ الرأسا
لا يمْلكُ الحقَّ مُثْليٌّ وليسَ له
باعٌ على الأرضِ حَتَّى يمنحَ القُدسا
لا يَمْلكُ القدس إلا مَنْ يعيشُ لها
وٱيةُ الله في الإسراءِ لا تُنْسى
كَم أسقطَ الغدرُ في التسويفِ أنظمةً
وليتَ يُعطي لنا تاريخُها درسا
كادَ الرَّبيعُ بأن يمتَّصَ نَخْوتَنا
لولا الحياءُ وكِدْنا نفْقِدُ الحسَّا
يا قوةَ الله يا إيمان أمَّتنا
لن يُكْتبَ النَّصرُ حتى نَطْردَ الرِّجسا
أيقَنْتُ من قبل والٱلامُ تَعْصرني
من فَزَّ مِنْ سَوَسٍ فَلْيَخْلَع الضِّرْسا
أين السلام وأقصانا يُباحُ به
نَبْحُ الكلابِ وفي جيبِ الرَّدى أمسى
أين الشهامة يا من تهتفون بها
أَمْ أنَّهُ الجُبْنُ إِنْ لَمْ أُخْطِئ الحَدْسا
عارٌ علينا وفي الأقصى مرابطةٌ
تُقاومُ الذُّلَ والأحقادَ والرَّفْسا
ونَرفعُ الشَّجبَ والتَّنديدَ في قِمَمٍ
وَتَضرِبُ الكَأْسُ مَعْ أعدائِنا الكَأْسا
وَيُتْركُ الحرُّ في الهيجاءِ مُنْتصِباً
مِنْ غيرِ نِبْلٍ ، كَفيفٌ يَسْحَبُ القوسا
مَدَّتْ لهُ كَذِباً تَنْظيرَها فِئَةٌ
وَجْهُ الغُرابِ بِها يَسْتَنْطِقُ الدَّسا
والثائرون بَدو مِنْ حَوْلِهِ زَبَدٌ
لَوْ راحْ يُصْرِخُهُمْ لَنْ يَسْمَعَ الهَمْسا
هذا هو الوعدُ والأسْوارُ تَحْمِلُهُ
وَسَطْوَةُ الظُّلْمِ رَوَّى فَيْضُها الغَرْسا
إِنَّ الَّذينَ اشْتَروا بالغَدْرِ هالَتَهُمْ
أَحْرى بأنْ يَشْربوا في المُنْتَهى البُؤْسا
يا أيُّها الناس إنِّي قَدْ بَصَرْتُ بِكُمْ
قُدْساً تُنادي فَقوموا وابْذِلوا النَّفْسا
___________
جاسر البزور