لــــيــــلٌ قــتــامــتُــه دَمٌ و يَــــبَــــابُ
نـضـجَـتْ لـمـطـلعِ فــجـرِه الأســبـابُ
يـــا قـــدسُ يـــاأمَّ الـجـراحِ تـجـلدي
أنـــتِ الـيـقـينُ ومـــا عــداك ســـرابُ
هَــرِمَــتْ عُـروبـتُـنـا وشــــاخَ زمـانُـهَـا
و ربــيـعُ عـمـرِكِ فــي الـزمـانِ شـبـابُ
لــــم تُــوهِـنِ الأرزاءُ عُـــودَكِ شـــدةً
أو نـالَ شـِــأْوَ الـبـيـنِ مــنـكِ غـــرابُ *
عـبَـستْ بـعـينيك الـجـهاتُ جـمـيعُها
وتَــغَـلَّـقَـتْ فــــي وجــهِــكِ الأبــــوابُ
ورَمَــتْ بـهـيكَلِها الـخـطوبُ فـلمْ تـنلْ
لـــــك عــــزةً أو زاغَ عــنــكِ صــــوابُ
لـوكـنتِ غـيـِرَكِ كـنـتِ شـيـئًا غـابِرًا
يَــرويـهِ فـــي ســمـعِ الــزمـانِ كـتـابُ
ولَـئِنْ تـضعضعتِ الـعروبةِ عِـزةً
و هــوى بـسامــي قــدرِهـــَا الأربــابُ
واسْـتَثْقَلَ الـشرفَ العريقَ ولاتُهَا
لاشـــك …..، أنــتِ لـفـخــرِهــا مـِـحـــْرابُ
فـلـكِ الـتـعملقُ والـشـموخُ،لك الـعُـلا
والــفــخــرُ والإكـــبـــارُ والإعـــجــابُ
فـقـدَتْ بـك الـصهيونُ قـرنَ غـرورِها
وتــكـسـرتْ فـــي صــخـرِك الأنــيـابُ
نــفِــذَتْ لــقـهـرِك بـالـعـدوِّ وســائـلُ
وتـــعـــذَّرَتْ لــبُــلُـوغِـكِ الأســـبـــابُ
ولَـئِـن شَـكا الإرهـابَ مـنكِ فـما ادَّعَـا
كـــذِبًــا وأشـــهــد إنـــــك الإرهـــــابُ
بـــوركــتِ إرهـــابــاً يُــكَــدِّرُ صَــفْــوَهُ
وتـــذوبُ مـــن فَـــزَعٍ بـــه الأغـــرابُ
لا ضــيــرَ أن تــبـكِـي تــآمُــر إخــــوةٍ
إذْ هُـــمْ بـظـهـرِكَ لـلـخصومِ حِــرَابُ
مـــا مـثـلُ غــدرِالأقـربـينَ مـصـيبةٌ
يُــرمَــى الــفـؤادُ بـخـطـبِها ويــصـابُ
لا تــبـكِ يـــا أمَّ الـنـبوَّةَ فــي الـثـرى
فـالـنصرُ وعــدُكِ والـدجـى مُـنْـجَابُ
——–
ورجــولـةٍ مــا فــي الـزمـانِ نـظـيرُها **
هِـيَ لـلـمـفـاخرِ مـصـحـفٌ وكــتـابُ
إن الــكـرامـةَ فــــي نــفــوسِ أُبَـاتِـهـا
تـــجــري دمًـــــا بـعـروقِـهـاَ يــنـسـابُ
نـشـأوا عـلـى حــبِّ الـفضيلةِ والـفدا
فـــكـــأنــهــم لــ(مــحــمــدٍ) أصــحـابُ
هم خيرُ من وَطِئ الترابَ على الثرى
وجـمـيـعُ مـــن فـــوق الـتـرابِ تــرابُ
خُـلِـقَ الـشـموخُ لـهم وهُـمْ خُـلِقُوالَهُ
فــكِــلاهــمـا لــــلآخـــرِ الأســــبـــابُ
الله قَــيَّــضَـهُـمْ لــمــســرى عـــبــدِهِ
جــنـدًا فــلـم يُـمـسَـسْ بِــهِ مـحـرابُ
مــرغُـوا لإسـرائـيـلَ أنـــفَ غُــرورِهـا
بــبــسـالـةٍ لــــــم يُــثْـنِـهـا إرهـــــابُ
وغــدًا بـنـصرِ الله تـشـرقُ شـمـسُهم
وغــدًا يـسـوءُ عـلـى الـجـناة حـسابُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد صالح محمد العبدلي