العيـنُ تهملُ بالدمـوعِ تأَلمـــا
والقلبُ يلهجُ بالدعاءِ تَرَحُما

والجرحُ ينزفُ لا يقابلُ نخوةً
… عندَ الألى فيهم غدا مُتَوَسِّمـا

أبكي على البيضا تئنُّ وقلبهـا
من شدة الأحزانِ باتَ محطما

أين الأخُّوةَ في العقيدةِ تُرتجى
بين الأحبَّة في الإلهِ تَراحُما

أين العروبةَ كالنعامةِ رأسَهـا
تخفيه طراً في الرمالِ توهُّما

سَدَرَ الطغاةُ بغيِّهم وضلالِهم
والحقدُ فيهم باتَ أسودَ مُظلِما

جمعَ الروافضُ والمجوسُ رعاعَهم
يتنافسونَ بمنْ سيقتل مسلمــا

سودُ العمائمِ والقلوبِ كأنهـــم
قِطَعُ الظلامِ تجوبُ ليلاً أبهما

قتلوا الطفولةَ ما تفتَّح زهرُها
ضاقوا بشكوى الآمنينَ تبرُّما

قتلوا العبادَ وقطَّعوا أشلاءَهم
أما البنــــاءَ فصيَّروه مُهدَّمــا

عاثوا فساداً في البلادِ وقدْ غدَت
من شرَّهم أطلالَ صرحٍ هُدِّما

الغربُ يرقبُ حالَنا متباكيـــا
والشرقُ ينفثُ حقـدَه مُتَجَهمـــا

أبناءُ سامَ وقد تبدى مكرُهــم
نسجوا المكائدَ كي ينالوا مَغنَما

والعربُ قد سَدَروا بغيٍ لم يزلْ
يعمي القلـــوبَ فلا تؤوبُ تَنَدُّما

لله درُّ السائرينَ على اللظـــى
في كلِّ يــومٍ يشهـــدون تقَدُّمــا

ما ضرَّهُم كيدُ العداةِ وقدْ غدا
نيلُ الشهـادةِ للسعـــادةِ سلَّمــــا

ما هزَّهم رهطٌ تآمرَ في الخفا
لم يثنهمْ غدرٌ تبـــدّى مُجرمـــا

صَدَعوا بقولِ الحقِّ ليسَ بغيرهِ
يُرسونَ خيراً في البلادِ مُعَمَمــا

جعلوا رضاءَ اللهِ أسمى غايـــة
تَخِذوا التوكُّلَ في الشدائدِ بلسما

علموا بأن اللهَ ناصرُ جمعِهــــم
ما دام دينُ الحقِّ فيهِ محكَّمـــا

شعر:نافذ الجعبري