سَئِمْتُ الشعرَ مِن كُثرِ الرثَاءِ
فَكيفَ أفِرُّ مِن هذا الشقاءِ؟!

وكيفُ أحُدُّ مِن وَجَعِي وحَولي
عُيُونُ القُدسِ تَجْهَشُ بالبُكَاءِ؟!

أنا يا قِبلَةَ التارِيخِ جُرحٌ
تَوَارَثَهُ جَمِيعُ الأنبياءِ

أنا يا قُدسُ قلبٌ كانَ يَمشِي
على دَربِ الإبَا والكِبرِيَاءِ

رَفَضتُ الضَيمَ مُنذُ بُزوغِ فَجري
فكَيفَ اليومَ يَخذُلُني إبَائي؟!

على الأبوَابِ قَدْ نُحِرَتْ حُرُوفِي
كَما نُحِرَ الحُسينُ بِكربلاءِ

تَئِنُّ الشمسُ في صَدرِي، ويَغْفُو
فُؤادُ الفَجرِ في حُضنِ المسَاءِ

نمُوتُ على مَوَائدِنا جِيَاعًا
ونُقْبَرُ في كُروشِ الأغنياءِ

تُفرِّقُنا أيَادي الغدرِ عَمدًا
وتَجمَعُنا دَوَاوِينُ العَزاءِ

لَنَا يا قُدسُ آمالٌ وعِشْقٌ
وأشوَاقٌ تَتُوقُ إلى اللقَاءِ

لَنَا يا قُدسُ أحلامٌ ولَكِن
تُصَادِرُها سِياسَاتُ الغَبَاءِ

هُنالِكَ يَركُضُ الأطفَالُ عِشقًا
إلى نُورِ الشهادَةِ والضياءِ

وتَبتَهِجُ المَآذِنُ بالمَنَايَا
وتَغتَسِلُ الشوارعُ بالدّمَاءِ

ونَحنُ على ضِفَافِ الخوفِ نَمشِي
ونَغرَقُ في السّخَافَةِ والهُرَاءِ .

✍️ #محمود_وهيب_الوجيه