(مخيم جنين)

ثـــوتِ الـمـدائنُ والـمـخيَّمُ طـافـا
لــيـزاحـمَ الأحــــرارَ والأشــرافــا

لـيَـخـيطَ جُــرحـاً غــائـرا بـدمـائـه
كـــلُّ الــجـروح بـنـزفـه تـتـعـافى

لـيُـعـيدَ حــبـلَ الله مـعـتصما بــه
لـلـمُـنْـهَـكين تَــفَــرُّقَـا وخِـــلافــا

الـباسطين عـلى الـرّمال أكـفَّهم
الـعـاصرين مــن الـسَّراب سُـلافا

كَـلَّـتْ سـيـوفُ الـغـاصبين بِـبـابِهِ
عَـجَـبـا لِــكـفٍ أدْمَـــتِ الَّـسـيافا

كـالغار مـا ضـاق الـمكانُ بصاحبٍ
مِــنْ جـوفـه يَـسْـتَلهِمُ الأسـلافا

بـأبي وأمِّـي فـتيةٌ لَـبِسُوا الرَّدى
نَــفَــروا ثِــقَــالا لـلـعـلا وخِـفَـافَـا

ما عانقت طيبَ الثرى أجسادُهم
الا لِــتُـنـبـتَ خــلـفـهـا أضــعـافـا

شــوقـا لــوعـد الله فـــي آيــاتِـه
أجـسـادُهم فــي تـربها تـتجافى

يسرى إلى القدس العتيقةِ واثقًا
ويــزفَّــه عَــبَـقُ الـخـلـيل ويــافـا

ذاك الـمـخـيَّـمَ أن أردتـــم عـــزة
ما كان مَنْ خَشِيَ الرّدى أو خافا

كلا ولا تـَرَك العـرينُ ســـــلاحَــه
يُعلــــي باسمـــاع الزمان هُتـــافا:

الأسْـدُ إنْ نَـهَـــضَتْ بــلا أنـيــابها
صـــارتْ إذا حـكـم الـلـقاءُ خـرافـا

محمد الحوامدة