قصيدة

مـا زلـتَ تـلـتحفُ الـحَنينَ ولـم تــزلْ
يـا قـلبُ تـعذرُ مَـن نـأىٰ وجَــفاكـا

مِـن خـلفِ آلام ِ الــحقيقةِ تـحتفي
كَـذبـاً وتـعلَمُ غَــدْرَ مَـنْ أشــقاكـا

يـكفيكَ مـا لاقَـيتَ مِـن وجَـعِ الـنّوى
فـَانـسَ الّـذي لـم يـكترِثْ لِــهواكـا

واخـترْ حـبيباً في انْـتظارِكَ دائِــماً
مـا مَـلَّ حَتَّى لَـو ضَـلَـلتَ هُــداكـا

أنَّى وقـفتَ بِــبابِـهِ وهـَبَ الـرِّضا
وإذا ابــتعدتَ .. بِـلـطفِهِ نـاداكـا

قُـم نـاجِـهِ واطـلبْ مُـرادَكَ إنّـهُ
هُـوَ مَـن حــباكَ مَـحبّةً وحــماكـا

هـلْ في الـوُجودِ سِـواهُ يُـعشَقُ مِثلهُ؟!
ياقـلبُ .. هلْ لـكَ غيرُ مَـن سـوَّاكـا؟!
وليد الحريري الشوالي أبوأيهم

ثلثٌ من الشهر
ثلثٌ من الشهر مثل الريح قد ذَهَبا
كأنه قبل أن يبدا قد انسحبا

ثلثٌ من الشهر ..إمّا أن يكونَ لنا
أو أن يكونَ علينا وقتُهُ حُسِبا

ثلثٌ من الشهر والأبوابُ مشرَعَةٌ
لكل من في جوار الله قد رَغِبا

ثلثٌ من الشهر قلَّدناه أفئدةً
وأعيُنا دمعُها يستمطرُ السُحبا

وظل ثلثان إني إن ظفرتهما
فجلّ قلبي ووجداني الذي كَسِبا

سبحان من ثبّت القرآن فاتخذت
آياتُهُ في فؤادي مسجدًا رَحِبا

وضمّدَتْ فيّٰ حزنا طالما اشتعلت
أوجاعُهُ حين أحسو صرختي لَهَبا

هذي لياليك فاقرأ ما تيسر يا
مَن يبرق النصر في عينيه مقتربا

هذي لياليك فاستعذب تلاوتها
وواصل الدمع واسكب كلما غَلَبا

أشرف حشيش