قصيدة

يا عيدُ قد هيّجتٓ لي آهاتي
أجّجتَ فيَّ منابعٓ الأنّاتِ
أمضيتُ عيدي في البكاء تشوقا
ليت البُكا قد كان في عرفاتِ
قد كنتُ يامولاي ارجو حٓجةّ
تمحو بها ما فات من زلاتِ
وأكونُ مع طُوّاف بيتكَ طائفا 
فلكٓم أتوقُ لارميَ الجَمَراتِ
باتوا هنالك في مِنى وأنا هنا
أبكي وأشكو الهمّٓ والحسراتِ
يا ليتني معٓهم أُلبِّي رافعاً
كفّٓ النّٓدامٓةِ أسكُبُ العٓبٓراتِ
عبد المنعم شلبي

في كُلِّ عامٍ للخِرافِ مَذابِحٌ
ولَنا أناسٌ كلَّ يومٍ تُذبَحُُ
بَلَدي كأُضحِيةٍ أجازوا ذِبحَها 
في أيِّ يومٍ..بل يُسَنُّ ويُنصَحُ
تَركوا الدِما تجري هناكَ جَداولاً
ترَكوا دُموعاً فوقَ خَدٍّ تَمرَحُ
فَمتى الدماءُ تجِفُّ في ينبوعها ؟ 
ومتى المَدامعُ تستريحُ وتفرَحُ؟
_________
توفيق احمد

لَيْسَ الْقِناعُ بِحَضْرَةِ الْإِعْلامِ *** كَلِثامِ فارِسِ حَلْبَةٍ مِقْدامِ
(سَقَطَ الْقِناعُ وَلَمْ يُرِدْ إِسْقاطَهُ) *** إِذْ داسَهُ الْأَحْرارُ بِالْأَقْدامِ
فَبَدا لَنا وَجْهٌ قَبيحٌ قاتِمٌ *** قَدْ أَرْهَقَتْهُ مَلامِحُ الْإِجْرامِ
الطّائِفِيَّةُ أَفْقَدَتْهُ صَوابَهُ *** عادَتْ بِهِ لِعِبادَةِ الْأَصْنامِ
فَإذا بِمَنْ يَوْمًا حَسِبْنا سَيِّدًا *** عِنْدَ الْمَجوسِ يَعودُ مَحْضَ غُلامِ
لِلْأَرْضِ أَخْلَدَ بَعْدَما النَّجْمَ اعْتَلى *** فَهَوى لِخِدْمَةِ أَظْلَمِ الظُّلّام
كَالْكَلْبِ يَلْهَثُ إِنْ حَمَلْتَ عَلَيْهِ أَوْ *** أَهْمَلْتَهُ كَالْحُمْرِ وَالْأَنْعامِ
جَهِلَ الَّذي قَدْ قالَ عَنْهُ: مُجاهِدٌ *** أَجِهادُهُ تَقْتيلُ غيدِ الشّامِ؟
وَهَلِ الْجِهادُ حِصارُ شَعْبٍ صابِرٍ *** رُغْمَ الْبَلاءِ وَقَسْوَةِ الْأَيّامِ؟
شَتّانَ بَيْنَ مُدَلِّسٍ وَمُهَنْدِسٍ *** أَعْلى لِواءَ كَتائِبِ الْقَسّامِ
شَتّانَ بَيْنَ مُساوِمٍ وَمُقاوِمٍ *** شَتّانَ بَيْنَ الضَّبْعِ وَالضِّرْغامِ
شَتّانَ بَيْنَ الضَّبِّ في جُحْرٍ لَهُ *** وَالصَّقْرِ يَعْلو هامَةَ الْأَعْلامِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُهُ، وَرَبّي، مارِدًا *** فَإِذا بِهِ مِنْ جُمْلَةِ الْأَقْزامِ
جواد يونس

لم تكن جدتي لأبي -أم حسن- رحمها الله تعالى، ممّن يعرف أو يتقن كثيراً من المهارات مقارنةً بمن هن في مثل سنها، ولعل السبب في ذلك أنها عاشت يتيمة الأبوين منذ نوعومة أظفارها، فلم تجد من يعدها إعداداً جيداً كي تعرف أو تتقن تلك المهارات أو المهام عندما تكبر. فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تكن جدتي تعرف فئات النقود بل لم تكن تعرف حتى عدّ النقود، أما الصلاة فلم تكن تتقنها وكثيراً ما كنا نراها ونحن صغار تقرأ الفاتحة مكان التشهد والتشهد مكان الفاتحة، ولطالما رأيناها تصلّي من الصلاة الرباعية ركعة واحدة أو ركعتين وتكتفي بذلك، مع أننا كنا نسمعها دائماً تدندن بكثير من الأغاني والأهازيج القديمة التي تحفظها، وعندما كنا نحاول إقناعها بتعلم الصلاة كانت تنهرنا وتقول قولتها المشهورة "الصلاة غلّبت الهنود" ولم نكن نعرف حينئذٍ ماذا تقصد بتلك العبارة.
لم تكن جدتي أم حسن تحظى باحترام كبير في بيت جدي سواء من أبنائها وبناتها أو من جدي وعندما كانت تتشاجر مع جدي تناديه "يا عبيد" وذلك لسببين، الأول أنّ اسمه عبد الله والثاني أنها كانت أقلّ سماراً منه.

نجم رضوان