لم تكن جدتي لأبي -أم حسن- رحمها الله تعالى، ممّن يعرف أو يتقن كثيراً من المهارات مقارنةً بمن هن في مثل سنها، ولعل السبب في ذلك أنها عاشت يتيمة الأبوين منذ نوعومة أظفارها، فلم تجد من يعدها إعداداً جيداً كي تعرف أو تتقن تلك المهارات أو المهام عندما تكبر. فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تكن جدتي تعرف فئات النقود بل لم تكن تعرف حتى عدّ النقود، أما الصلاة فلم تكن تتقنها وكثيراً ما كنا نراها ونحن صغار تقرأ الفاتحة مكان التشهد والتشهد مكان الفاتحة، ولطالما رأيناها تصلّي من الصلاة الرباعية ركعة واحدة أو ركعتين وتكتفي بذلك، مع أننا كنا نسمعها دائماً تدندن بكثير من الأغاني والأهازيج القديمة التي تحفظها، وعندما كنا نحاول إقناعها بتعلم الصلاة كانت تنهرنا وتقول قولتها المشهورة "الصلاة غلّبت الهنود" ولم نكن نعرف حينئذٍ ماذا تقصد بتلك العبارة.
لم تكن جدتي أم حسن تحظى باحترام كبير في بيت جدي سواء من أبنائها وبناتها أو من جدي وعندما كانت تتشاجر مع جدي تناديه "يا عبيد" وذلك لسببين، الأول أنّ اسمه عبد الله والثاني أنها كانت أقلّ سماراً منه.

نجم رضوان