بمناسبة مرور خمسين عاما على استشهاد سيد قطب

المَجْدُ لِلشُّهَدَاءِ وَالأَبْطَالِ //وَالعَارُ كُلُّ العَارِ لِلْأَنْذَالِ
يَا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ فِيْ العَصْرِ الذِيْ // صَالَتْ بِهِ شَاةٌ عَلَى رِئْبَالِ
سَيُطِلُّ نُورُ الفَجْرِ لَوْ طَالَ الدُّجَى // فَمَصِيرُ كُلِّ دُجُنَّةٍ لِزَوَالِ
أَيْنَ الذِينَ طَغَوْا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ // بَاقُونَ قَدْ ذَهَبُوا ذَهَابَ خَيَالِ
أَيْنَ الذِينَ قَضَوْا لَيَالِيَ أُنْسِهِمْ // فِيْ ذِلَّةٍ وَمَهَانَةٍ وَضَلَالِ
أَيْنَ الذِينَ تَجَبَّرُوا وَتَعَسَّفُوا // مِمَّن زَهْوَا بِالجَاهِ وَالأَمْوَالِ
شَادُوا الصُّرُوحَ عَلَى الرِّمَالِ فَقُوِّضَتْ// وَهَلِ الصُّرُوحُ تُشَادُ فَوْقَ رِمَالِ
ذَهَبُوا ذَهَابَ الظِّلِّ لَا ذِكْرَى لَهُمْ // وَبَقِيتَ بَيْنَ "مَعَالِمٍ" وَ"ظِلَالِ"
مَنْ ذَا الذِيْ يَأْتِيْ عَلَى ذِكْرٍ لَهُمْ // وَخَلُدْتَ عِطْرًا فِيْ فَمِ الأَجْيَالِ
عَلَّمْتَنَا مَعْنَى الوُقُوفِ بِعِزَّةٍ // فِيْ وَجْهِ كُلِّ مُخَادِعٍ خَتَّالِ
أَلَّا نَذِلَّ لِغَيْرِ وَجْهِ اللهِ لَا // لِمُنَافِقٍ مُتَغَطْرِسٍ دَجَّالِ
وَقَضَيْتَ مَرْفُوعَ الجَبِينِ مُتَوَّجًا // بِكَرَامَةٍ وَمَهَابَةٍ وَجَلَالِ
يَا صَاحِبَ النَّفْسِ الكَبِيرَةِ لَمْ تَهِنْ // لَكَ هِمَّةٌ فِيْ مَعْرَكِ الأَهْوَالِ
وَاجَهْتَهَا بِعَزِيمَةٍ وَقَّادَةٍ // وَجَمَعْتَ بَيْنَ القَوْلِ وَالأَفْعَالِ
أَلْقَيْتَ بِالدُّنْيَا الغَرُورِ وَإِنْ تَكُنْ // مِنْهَا حَمَلْتَ فَوَادِحَ الأَثْقَالِ
وَعَلِمْتَ أَنْ العَيْشَ فِيْ ظِلِّ الأَذَى // مَوْتٌ وَذِلَك مَطْلَبُ الجُهَّالِ
مَا قِيمَةُ العَيْشِ الذَّلِيلِ إِذَا انْقَضَى // بِوَضَاعَةٍ يَا ذَا الجَبِينِ العَالي
لَيْسَ الرِّجَالُ بِمَا تَرَى مِنْ شَكْلِهِمْ // فَلَكَمْ تُغَرُّ العَيْنُ بِالأَشْكَالِ
مَا كُلُّ مَنْ سَرَّحْتَ عَيْنَكَ نَحْوَهُ // رَجُلٌ فَكَمْ أُنْثَى بِزِيِّ رِجَالِ
لَمْ تَنْخَدِعْ بِبَوَارِقٍ مِنْ زَيْفِهَا // أَوْ تَنْجَرِفْ لِلَوَامِع ِالآمَالِ
مَا هَزَّتِ الرِّيحُ الجِبَالَ ،حَمَاقةٌ // مِنْهَا إِذَا عَمَدَتْ لِهَزِّ جِبَالِ
وَتَرَكْتَ خَلْفَكَ سِيرَةً مِسْكِيَّةً // تُرْوَى عَلَى الآبَادِ وَالآزَالِ
فَانْزِلْ جِنَانَ الخُلْدِ وَانْعُمْ مُكْرَمًا// فِيْ خَيْرِ عَاقِبَةٍ وَحُسْنِ مَآلِ
شعر : سعيد يعقوب