ماذا بِعَصْرِ الْعِلْمِ بَلْ عَصْرُ (الْعَوالِمْ)*** وَالرّاقِصينَ عَلى الْجِراحِ وَفي الْمَآتِمْ
وَالْمُفْسِدينَ لِكُلِّ أَمْرٍ صالِحٍ *** مِنْ مُدَّعي الْإِصْلاحِ في شَتّى الْعَواصِمْ
هذي بِلادٌ كَمْ نَفَتْ عُلَماءَها *** وَبَكَتْ عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ صاروا جَماجِمْ
هذي بِلادٌ عاقَبَتْ أُدَباءَها *** بِالْفَقْرِ فَالْإِبْداعُ مِنْ كبْرى الْجَرائِمْ
هذا زَمانُ الظّالِمينَ وَجُنْدِهِمْ *** وُمُنافِقينَ غَدَوْا قَطيعًا مِنْ سَوائِمْ
كَمْ سَبَّحوا جَهْلًا لِخَوّارٍ وَمَنْ *** لَمْ يَجْلِبوا لِشُعوبِهِمْ غَيْرَ الْهَزائِمْ
كَمْ كَرَّموا بِاسْمِ الشُّعوبِ جُوَيْهِلًا *** وَتَجاهَلوا الْعُلَماءَ مِنْ أَهْلِ الْمَكارِمْ
كَمْ قَدَّموا مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ دَرْبَهُ *** إِذْ أَخَّروا مَنْ خَطَّ لِلدَّرْبِ الْمَعالِمْ
هذا زَمانُ الْمُبْدِلينَ بِدينِهِمْ *** قُرْبًا مِنَ السُّلْطانِ مِنْ أَهْلِ الْعَمائِمْ
يُفْتونَ، كَيْ يُرْضوا الظَّلومَ، بِما نَهى *** عَنْهُ الْقَديرُ لَيَكْسِبوا بَعْضَ الْمَغانِمْ
هذا زَمانُ الْفِتْنَةِ الْعَمْياءِ إِذْ *** فَقَأَتْ عُيونَ قُلوبِنا نَبْلُ الطَّلاسِمْ
عُدْنا لِيَقْتُلَ بَعْضُنا بَعْضًا بِلا *** ذَنْبٍ، وَبِاسْمِ اللهِ تُرْتَكَبُ الْجَرائِمْ
هذا زَمانُ الْجاهِلِيَّةِ وَالْخَنا *** عُدْنا إِلَيْها مُذْ عَبَدْنا كُلَّ ظالِمْ
كَمْ قَدَّسَ السُّفُهاءُ مَنْ ظَلَموا وَهُمْ *** مَنْ غَلَّقوا بِالْجَهْلِ ديوانَ الْمَظالِمْ
هذا زَمانُ الْجَهْلِ يا أَهْلَ الْحِجا *** وَالْجَهْلُ، لَوْ يَدْري الْوَرى، شَرُّ الْقَواصِمْ
وَالْعِلْمُ حَبْلُ اللهِ فَاعْتَصِموا بِهِ *** وَالْعِلْمُ مِنْ شَرِّ الشَّقا خَيْرُ الْعَواصِمْ
اللهُ (عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ) مِنْ *** بَدْءِ الْخَليقَةِ إِذْ لَهُ سَجَدَ الْأَكارِمْ
بِالْعِلْمِ فَضَّلَهُ الْعَليمُ عَلى الْأُلى *** كَمْ سَبَّحوهُ تُقًى وَما اقْتَرفوا مَآثِمْ
(اقْرَأْ) أَتَتْ مِنْ قَبْلِ (قُلْ هُوَ) فَاقْرَؤوا *** إِذْ لَيْسَ يَكْفُرُ رَبَّهُ الْعَلّامَ عالِمْ
وَاللهُ أَقْسَمَ بِالْيَراعِ فَنونُهُ *** سِرٌّ وَبِالْقَلَمِ الْجَلاءُ لِكُلِّ غائِمْ
جواد يونس