هَـيَّا اقـصد الـبحرَ ثَـمّ الـصيدُ والدررُ
وفــيـهِ تـحـلو مـعـاني الـشِّـعرِ والـغُـرَرُ
دعْ ذكــرَ ريّــا وجـانـبْ طـيـبَ مـنزلِها
وانــزلْ بـحضرةِ مـن تـحيا إذا ذُكِـروا
في الناسِ من همْ إذا عُدّوا ذوو خَطَرٍ
لـكـنّ مـثـلَ أبــي حَـفـصٍ هـو الـخَطرُ
والـنـاسُ فـيـهمْ صـفاتٌ يُـمدَحونَ بـها
أمّـــا الـكـمـالُ فــشـيءٌ دونَــهُ الـبَـشرُ
إلاّ أبــــا حــفــصٍ الـمـحـمـودُ مـذهـبُـهُ
فـفـيـهِ كـــلُّ كــمـالِ الــنـاسِ يُـخـتَصرُ
إنْ قــــالَ زكّـــى رســـولُ اللهِ مـنـطـقَهُ
وأُنــزلـتْ فـــي مـعـانـي رأيِــهِ الـسّـوَرُ
وإنْ أتــى مــع طـريـقٍ خــافَ سـالكُهُ
مــن الـشـياطينِ مـاسَـارُوا ومـا عَـبَرُوا
إنِّـــي وقــفـتُ عـلـى أعـتـابِ سـيـرتِكمْ
فَــهـالَـنَـي مـــارأيــتُ الــيــومَ يــاعـمـرُ
جـمـعتَ كــلَّ خـصـالِ الـخـيرِ يـارجـلاً
هــو الـعـظيمُ الــذي كـانـتْ بـهِ الـخِيَرُ
لـــمّـــا دخـــلـــتَ بـــديـــنِ اللهِ أيَّــــــدَهُ
مـاكـانَ مـنـكَ فـخافَ الـقومُ وازدجَـروا
فــقــدْ أعــــزَّ بــــكَ الــرحـمـنُ دعــوتَـهُ
والـشّـركُ ولّـى وجـهلُ الـناسِ يُـحتَضَرُ
وكـنـتَ سـيـفاً عـلـى الـبـاغينَ مـنصلتاً
لــلـهِ سـيـفُـكَ كـــمْ كــانـتْ بـــهِ الـغِـيَرُ
كِـسـرى كـسـرتَ بـحـزمٍ مـنـكَ شـوكتَهُ
وحـيثُ كـنتَ إمـامَ الـناسِ مـا كُـسِروا
شــيّـدتَ لـلـعـدلِ بــيـنَ الــنـاسِ أبـنـيةً
مـاشادَها مَـنْ أتـى مِـنْ بعدُ أوْ غبَروا
مـاكـانُ لـلـظلمِ ســوقٌ فــي خـلافـتكمْ
واسـتنشقَ الـعزَّ بـدوُ الـنَّاسِ والحضَرُ
الـــفــرسُ لــمّــا رأوا مــاكُـنـتَ تـفْـعَـلُـهُ
تـعـلّـموا الـــدّرسَ يــافـاروقُ واعـتَـبَروا
ولــلـتّـواضُـعِ كـــــمْ أرســـلــتَ أمــثِـلـةً
تــعـطّـرَتْ بِــشَـذَاهـا بــعــدَكَ الــسِّـيَـرُ
يــاسـيـدي إنّــنــي مـاقـلـتُ أمـدَحُـكُـمْ
بـلْ أنـتْ تـرفعُ مـنْ قـالوا ومـنْ شَعَروا
……………..
سالمْ الضّوي