1) ورسمْتُ في درسٍ خريطةَ موطني…
مُتأنِّقاً بالرّسمِ والألوانِ
2) فبدتْ بلادي بالخريطةِ جنَّةً…
فيها الذي ما فيهِ بالبلدانِ
3) فيها المياهُ وفيرةٌ ففراتُنا… 
عذبٌ وذا بشهادةِ القرآنِ
4) والأرضُ فيها خِصبةٌ بسهولِها… 
مِنْ غابِنَا حتّى ثرى حَورانِ
5) ومناخُها فيهِ اعْتدالٌ لا ترى…
حرَّاً ولا برداً مدى الأزمانِ
6) أمَّا الجبالُ بها الينابِعُ لؤلؤٌ… 
مُتَشَلِّلٌ تسقي ظما الوديانِ
7) ككريمةٍ رمَتِ اللآلِئَ للورى… 
فاسْتقبلُوها فاتِحي الأحضانِ
8) فيها ترى الأشجارَ شامخةً إلى… 
سُحُبِ السَّماءِ بصحبةِ الأغصانِ
9) فإذا مشيتَ بها تشاهِدُ ظبيةً… 
تحكي حكاياتٍ إلى الإنسانِ
10) سِحْرُ الطَّبيعةِ في بلادي آيةٌ… 
أمعنْ بها تعرفْ هدى الرحمنِ
** ** ** **
11) فأتى سؤالٌ منْ فتىً مُتَغرِّبٍ… 
عنْ دارِهِ مهدومةِ الأركانِ
12) هو نازحٌ لمُخيَّمٍ هوَ هاربٌ… 
مِنْ ظُلمِ بشَّارٍ لأرضِ أمانِ
13) عُمْرُ اغْترابِهِ أشهرٌ عنْ دارِهِ…
هي تسعةٌ ويزيدُها عامانِ
14) قدْ قالَ لي : أ على الخريطةِ قريةٌ ؟؟
مهدومةٌ موجودةٌ بِمكانِ ؟؟
15) أمْ أنَّها نُسِيَتْ بُعَيْدَ دمارِها… 
وغدتْ بِلا أرضٍ ولا عنوانِ
16) فصَمَتُّ ثُمَّ أجبْتُهُ في غصَّةٍ… 
قصصُ الأسى تبقى بلا نسيانِ
17) لكنْ سنبني كلَّ دارٍ هُدِّمَتْ… 
أيدي البُناةِ سريعةُ العُمرانِ
18) وستلتَقي كلَّ الأقاربِ حينَهَا…
وتعودُ تلعبُ معْ بني الجيرانِ
** ** ** **
19) لا تستطيعُ العيشَ وحدَكَ بالدُّنا… 
حتَّى ولو حفَّتْكَ روضُ جِنانِ
20) كلُّ القرى في موطني هي قريتي… 
وبِذي القرى كلُّ الورى إخواني
21) فاهْدمْ أيا بشَّارُ كلَّ مدينةٍ… 
في كلِّ ثانيةٍ سيُوْلَدُ بانِ
22) واقْتلْ مِنَ الشُّبَّانِ ألفاً في الضّحى… 
بحلولِ ليلٍ عندَنَا ألفانِ
23) واهُربْ إلى المرِّيخِ أو للمُشتري… 
نصعدْ إليكَ فأنتَ حتماً فانِ
*************
‫خالد البكور‬