" عذراً نزار …ما عاد حتى عنترة !!!"
لَملِمْ جِراحَكَ عَنْتَرة !!!
وَاكسِرْ سُيوفَكَ نَادِماً 
قَدْ مَاتَ عَصْرُ المَفخَرة 
مَا عادَ يُجْدِينَا الصُرَاخْ 
فَالصَوتُ أضحى زَمْجَرة 
بِلادُنا مُدَمَرةْ …
أشيائُنا مُبَعْثَرةْ …
حُكامُنا مُسَيَرَةْ …
شُعُوبُنا مُخَدَرةْ …
جُيُوشُنا مُظَفَرةْ …
أرْواحُنا مُؤَجَرةْْ …
أحلامُنا مُزَوَرةْ …
لََمْ يَبقَ فينا سالِماً 
غَيْرَ نُدُوبِ الذَاكِرَة !!
يا عَنتَرة …يا عَنْتَرة 
ما عادَ عِرْقٌ يَنْتَخي 
لِطِفْلَةٍ مُهَجَرةْ 
قَدْ مَاتَ عَنْها وَالِدٌ 
وَأسْكَنُوهُ المَقبَرةْ 
تُسامُ في عَفافِها 
بِضاعَةٌ مُسَعَرةْ 
لا تَنتَحِبْ يا عَنْتَرةْ 
فَالعِرْضُ للمُقامَرةْ !!
يا عَنْتَرة ..يا عَنْتَرة
نَحْنُ شُعُوبٌ دِينُها 
كَيفَ تُهَزَّ الخَاصِرةْ
دُستُورُها …
بِأن تَموتُ الخاطِرةْ 
تُسَبُ أنبيائُها 
وَتُغتَصَبْ نسائُها
وَتُنْتَهَكْ أعْراضُها
طُوبى لها ..طُوبى لها
في كُلِ هذا صاغِرةْ
لكِنَها في غَفْلَةٍ
تَلْبَسُ زُرْدَ حَربِها
وَتَرْتَعِدْ دِمائُها
وَتَنتَفِضْ مِنْ سُكْرِها
حِينَ تُهانُ عَاهِرة ْ!!!
يا عَنْتَرة ..يا عَنْتَرة
غَيّر جَوازَكَ يا أخي 
بَدِّلْ طَرِيقَ التَذْكَرَة
إِجعَلهُ للمَنْفى ..أَجَلْ
وَاقْطَعْهُ للمُغادَرة
فَارِق بِلادَكَ طائِعاً
دَمِرْ شَريطَ الذاكِرَة
أُعْبُر على جِسرِ الجِراحْ
فَالمَجْدُ لِلمُغامَرة
إقْرأ على وَطَني سَلامْ
فَجِّرْ دُمُوعَ المَغْفِرة
إِدْفِنْ فُؤادي في رُباهْ
يا مَنْ ثَراهُ جَوْهَرةْ
عُذراً بِلادِي الوَداعْ
هَذا زَمانُ السَمْسَرةْ
هَذا زَمانُ السَمْسَرَةْ
_________
اسامة جهاد عبد القادر