أمِـــنَ الــنَّـوى آمـالُـنـا تـتـوجَّـعُ ؟ 
أم مـن سياطِ الظلم باتتْ تخشعُ

أم حَـلَّ فـيها الحقدُ ينخُرُ جسمَها 
فـــإذا بــهـا مـــن هـولِـه تـتـصدَّعُ

أم عــاثَ فـيها الـطامعون وأوغـلوا 
حــتـى غــدتْ مــن حــرَّةٍ تـتـلوَّعُ

لــم يـثنهمْ عـن ذبـحها أحـدٌ ولـم 
يـسـمعْ نِـداهـا الـهـاجعون الـرُّتَّـعُ

هـجرتْ مـساكنَها الطيورُ وأجدبتْ 
واحـاتُـهـا فـــالأرضُ مـنـهـم بـلـقعُ

والــمـاءُ قـــد غــاضـتْ بــه آبــارُهُ 
والــزهــرُ مـعـتـقّلٌ فـــلا يـتـضـوَّعُ

والـفـجـرُ أدلـــجَ لا نٌـحِـسُّ بـنـورِهِ 
حــتـى الـنـجـومُ بـوصـلها تـتـمنَّعُ

رفـقاً بـنا يـا مـن زرعـتَ بـنا الرَّدى 
وجـعـلـتَـنا مـــن كــأسِـهِ نـتـجـرَّعُ

رفـقـاً تـجمَّدَتِ الـدماءُ وأُجـهِضَتْ 
آمـــالُــنــا فــقــلـوبُـنـا تـــتــوجَّــعُ

حتَّامَ نقضي بين ألسنةِ الَّلظى ؟ 
أجـسـادُنـا مــن وهـجـها تـتـقطَّعُ

وعــلامَ لا نـلـقى جـواباً شـافياً ؟ 
ويــح الـعروبة فـي الـمهانةِ تـركعُ

نــــادت لـبـعـض شـتـاتِـها لـكـنَّـها 
وجـــدتْ بـــأن شـتـاتَـها لا يـنـفـعُ

أغـضتْ عن الشَّام الذبيحةِ عينَها 
لـتـظلَّ فـي قـعرِ الأسـى تـتزعزعُ

رحـمـاكَ يـا وطـناً شـموخُك دائـمٌ 
والـمـجـدُ فــي بـرديـك زاهٍ يـلـمعُ

قــد كـنـتَ مـأمنَ كـلِّ أزهـارِ الُّـربا 
والـيـاسمينُ غـفا فـطابَ الـمخدعُ

لــك فـي الـقلوبِ مـودةٌ وحـصانةٌ 
وعـلى الـمدى أنـتَ الأبيُّ الألمعُ

سـتعودُ مـشتملاً عُلاكَ فلا تسَلْ 
عـمـا يـحـيقُ أبــو الـطغاةِ ويـصنعُ

وتـلـفُّـنـا بــنـداكَ تــأسـو جُـرحَـنـا 
نـغـفو عـلـى ريَّــا الـشَّـذا نـتمتَّعُ 

شـــعـــر /إبــراهــيــم الأحـــمــد