يـا صـبر أيـوب : كـمْ دَفَـنـوا وكم دُفِنوا
وكــم تـمـادىٰ بـقُـرْصِ الـخُبـزة الـعفنُ

يـا صـبر أيـوب قـل لـلصبر قـد عظُمَتْ
حُـمّـىٰ الـجراحِ وجـمر الـصبر يـمْتَحِنُ

نـحـيـا بـجـرحَـينِ ؛ والإعـيـاءُ يـصـلـبنا
ورغــم تـلـك الـمـآسي يـصـبر الـبـدنُ

الـكـرب والـحـرب ؛ مــا زلـنا كـمرضعةٍ
لا تُـبِـعد الـطـفلَ مـهـما خانـها الـلبنُ

يـا صـبـر أيــوب قــل لـي : أيّ نـازلـةٍ
أشدّ مِنْ أنْ تبيت بموطني المِحَنُ؟!

الـفـقر يأكـل مــن أضـلاعـهِ … وهُـنـا
فـي جـوفهِ يحتسي من قلبِهِ الحزَنُ

والـجوعُ يـقبع فـي جُـلّ البلاد ؛ وهل
غـير الـخواء عشاءٌ ، والمسا سكنُ !

مـن قـبـل أيــوووب والأنــواءُ تـنـهشُهُ
والــدّودُ ، والـمـوتُ ، والآلامُ ، والـفِتَنُ

__________
منير الهتار